نفى وزير الخارجية الروسي ما قاله مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن بلاده اصبحت معزولة بعد حربها مع جورجيا وأصر على أنها تصرفت من منطلق الدفاع المبرر عن النفس . وأدانت واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون بشكل مباشر روسيا عندما غزت جورجيا الشهر الماضي بعدما أحبطت بسهولة محاولة تفليس لاستعادة سيطرتها على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي بالقوة والذي أعلن بعد ذلك هو وإقليم أبخازيا الانفصالي استقلاله عن جورجيا . وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمجموعة من الاكاديميين والمسؤولين والصحفيين إن تصرف موسكو لم يكن سوى رد على العدوان الجورجي على مواطني أوسيتيا الجنوبية وقال إنه تعجب لعدم تفهم القوى الغربية لهذا الامر . وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في وقت سابق إن روسيا عزلت نفسها عندما غزت جورجيا . وأضافت رايس في مقابلة مع " سي .إن .بي .سي " " لدى روسيا موطيء قدم في النظام الدولي والتكامل بينما قدمها الاخرى خارجه . وهذا في الحقيقة ليس بالمكان المريح الذي تود التواجد فيه . " ونفى لافروف ذلك قائلا " لا نشعر بالعزلة على الاطلاق . " وقال لافروف إن المزيد من الدول تتقرب من روسيا بشكل لم يحدث من قبل في الاجتماع الحالي لقادة العالم في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك . وأضاف " تلقيت طلبات بعقد اجتماعات ثنائية خلال هذه الدورة أكثر مما تلقيته في السنوات الاخيرة . " واتهمت جورجيا وبعض الدول الغربيةروسيا بضم أوسيتيا الجنوبية كأمر واقع لكن لافروف قال " ليس لدينا أي نية في إعلان السيادة على أراضي أحد . " وقال لافروف مرارا إن روسيا لم تتدخل سوى لحماية مواطني أوسيتيا الجنوبية من التعرض للقتل في الهجمات التي تشنها جورجيا . واعترف أن روسيا فكرت في شن هجمات استباقية على الجورجيين الامر الذي قال إنه كان سينقذ أرواح عدة مئات من مواطني أوسيتيا الجنوبية . وبحثت موسكو أيضا مسألة تشكيل محكمة لجرائم الحرب لمحاكمة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي على غرار المحكمة التي أدانت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد إطاحة الغزو الامريكي للعراق بحكومته عام . 2003 وقال لافروف إن روسيا بدلا من أن تفعل ذلك ردت فحسب بعدما هاجمت جورجيا أوسيتيا الجنوبية وأضاف أن بلاده غزت أراضي جورجيا لتدمير أسلحتها ومنعها من شن هجمات جديدة . وقال " تصرف روسيا كان هو التصرف الواقعي الوحيد . " وأوضح لافروف أن موسكو رأت في غزوها لجورجيا " دفاعا عن النفس " لحماية كثيرين من حملة جوازات السفر الروسية في أوسيتيا الجنوبية . وأضاف أن الحملة العسكرية التي شنتها بلاده تماشت مع الركائز الاساسية للسياسة الخارجية الروسية . وتشمل هذه الركائز احترام القانون الدولي والاعتراف في الوقت نفسه بالحاجة " لحماية الروس أينما كانوا " . وأضاف أن هناك مناطق جغرافية توجد لموسكو فيها " مصالح متميزة " ومن بينها دول الاتحاد السوفيتي السابق .