الأستاذ/ خالد بن حمد المالك - حفظه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اطلعت على ما كتبته الأخت سماح أنور الزهراني في صفحة (عزيزتي الجزيرة) بالعدد رقم 12395 الصادر يوم الثلاثاء الموافق 12 شعبان 1427ه بعنوان (أريد زوجاً.. بكل وسائل جورج قرداحي الأربعة) وقد أعجبتني الأخت سماح في جرأتها وصراحتها خصوصاً حينما أوردت عدد العانسات في مدينة الرياض فقط وهو 327.427 (ثلاثمائة وسبعة وعشرون ألفاً وأربعمائة وسبع وعشرون) عانساً! هذا فقط في مدينة الرياض!! وقد تأثرت كثيراً عندما قرأت قبل عدة سنوات بأن رقم العوانس في المملكة تجاوز (المليون وخمسمائة ألف عانس)!! ومؤكد بأن هذا الرقم قد ازداد خلال هذه السنوات. وأذكر بأني قرأت مقالاً كتبه الأخ محمد علي عطيف بصفحة (عزيزتي الجزيرة) يوم الخميس 2-6- 1421ه بعنوان (التعدد يقلِّل نسبة العنوسة في المجتمع) تطرق فيه إلى ارتفاع نسبة العنوسية في المجتمع السعودي، ودلّل على ذلك بالدراسة التي أجرتها الأستاذة ليلى عواجي المهمة بشؤون الأسرة والزواج والتي كشفت أن أكثر من خمسة عشر ألف فتاة في سن الزواج معظمهن بدأ يراودهن اليأس لازلن عانسات في إحدى مدن جنوب المملكة والفتيات المشار إليهن في هذه الدراسة تتراوح أعمارهن بين (25-30) سنة ولعل الأمر - من وجهة نظري - ينطبق على معظم ارجاء المملكة، فظاهرة العنوسة انتشرت وباتت ملحوظة في الآونة الأخيرة، وذلك لأسباب عديدة منها: غلاء المهور إكمال التعليم، عدم تطبيق التعدد، طمع الأب ورغبته في راتب ابنته. وكنت قد قرأت مقالاً كتبته الأخت فاطمة محمد صالح مشهور من محافظة جدة تحت عنوان (وشهد شاهد من أهلها.. تعدد الزوجات حل لمشكلة الفتيات) وقد أعجبني مقال هذه الفتاة الواعية والمدركة التي تطرقت إلى الموضوع من الواقع والمعايشة لبنات جنسها فهي تحكي حال ووضع فئة كبيرة منهن حيث أصبح الوضع وأقصد (العنوسة) بشكل (ظاهرة) في معظم أرجاء الوطن وكم سررت لأن أقرأ هذا الكلام من فتاة تؤيد وبشدة موضوع التعدد وترى انه الحل الأنجع للقضاء على العنوسة والتي لها سلبيات كثيرة على العوانس والمجتمع عموماً. ومن وجهة نظري فإن الحل الأمثل فعلاً للقضاء على العنوسة هو (التعدد) ولكن الغريب والشيء الطريف في ذات الوقت ان هناك الآلاف من الشباب الذين يرغبون في الاقتران بزوجة أخرى ولديهم الاستطاعة ولكنهم لا يفعلون!! فلا يكاد يخلو الحديث في جلسات الرجال من الرغبة في التعدد ولكنها أمنيات بلا تطبيق! باعتقادي أن الرجل إذا كان قادراً على الإنفاق على زوجتين مع الأولاد وإذا أصبحت ذلك رغبة صادقة في التعدد والتزود أقول باعتقاد انه من الأولى أن يبادر إلى ذلك بدلاً من أن يطلق الآهات ويطرح الأماني في مجالس الرجال ويعبر عن الرغبة في الزواج. عبدالعزيز بن صالح الدباسي بريدة - الشؤون الاجتماعية