أعزك العزيز يا وطن عبدالعزيز.. وسر عزك كامن في ذلك النهج القويم، الذي خطه الموحد. مستمداً العون والأسس من رب صدق معه فصدقه، فكان أن عقد العزم على نصرة الدين وتطبيق الشرع على ما انتهى إليه حكمه من هذه البلاد التي احتضنته حباً، ورحبت به حاكماً على سنة الله ورسوله. فتضافرت معه جهود المخلصين من أبناء هذا الوطن. وتناقل ذلك الإرث الثمين أبناء الوطن كله رعاة ورعية لما وجدوا في ذلك من مواكبته لتعاليم الدين الإسلامي ولما حققه من نقلة كبيرة لحال أبناء هذا الوطن ورفع مستواهم دينياً ودنيوياً، فعم الوعي الديني وساد الأمن والنماء واختفى الجهل وحورب المرض وشقت الأنفاق وعادت مياه البحار المالحة عذبة كالفرات واقترب البعيد، والعجلة تشير بمزيد من الخير والشمول المواكب لتطلعات المسؤول وطموحات الوطن وأهله. وكان التواصل مع كافة شعوب العالم في صورة حضارية تعطي لكلٍّ حقه في وسطية مستمدة من ثوابت الدين وخلاصة التجارب وعصارة التفكير، وأشرعت الأبواب للإفادة من كل تقنية نافعة وخبرات ذات مردود إيجابي وكان لهذه البلاد حضورها المشرف في كل المجالات والأصعدة على المستوى الإقليمي والدولي، وذكرى اليوم الوطني تدفعنا دوماً إلى المزيد من تضافر الجهود والتواصي على المحافظة على ذلك المستوى المرموق والرقي به إلى أعلى درجات الكمال ونبذ كل من يشذ عنه من عناصر قد لا يخلو منها أي مجتمع لتنحسر أو تعود للجادة إذ لا بقاء في هذا المجتمع إلا لعناصر الحق والبناء وهذا ما يعقد العزم عليه أبناء هذا الوطن مع مطلع كل يوم من أيام هذا الوطن العزيز.