كشفت مصادر عليمة في مدينة القدسالمحتلة النقاب عن أنّ الحفريات التي بدأت بها دولة الاحتلال الإسرائيلي تحت أساسات المسجد الأقصى لا تزال متواصلة بعد إقامة كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى مؤلف من طابقين للرجال والنساء شارك في افتتاحه رئيس دولة الاحتلال (موشيه كتساف). وزعمت منظمة إسرائيلية متطرفة أنّ هذا الكنيس أُسِّس لتسليط الضوء على دور القدس المحوري خلال أكثر من ثلاثة آلاف عام من (التاريخ اليهودي)، حسب ادعاءاتها. وأعربت هيئة أوقاف القدس عن اعتراضها على هذا الموقع، وقال عدنان الحسيني مدير أوقاف القدس: إنّ (عمليات التنقيب عن الآثار تلك غير قانونية، إنهم يقومون بهذه الأمور من خلال السلطة والقوة، ويضعفون أساس المسجد ويلحقون ضرراً كبيراً بالمباني الموجودة فوق الأنفاق). وفي هذا السياق عرض الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948، (إسرائيل) صوراً في شريط فيديو تؤكد إقامة ذلك البناء (الكنيس) الذي يمتد بأعماق ومسافات مختلفة تحت المسجد الأقصى، ويصل إلى بعد 95 متراً من قبة الصخرة، فيما تدعي دولة الاحتلال أنّ البناء ليس بكنيس، وإنما بناء أثري اكتُشف تحت الحرم القدسي الشريف. وأضاف الشيخ صلاح يقول : إنّ الحفريات قد تتشعب في أكثر من اتجاه تحت المسجد الأقصى، وفي أعماق مختلفة، والحفريات بدأت تتجه في اتجاهات مختلفة بعيدة عن المسجد المبارك، حيث يقومون بأعمال حفر تربط بين الحفريات الموجودة تحت المسجد وبين حي سلوان وهو حي مجاور للمسجد، وحفريات تقام طويلة تمتد من تحت الحفريات الموجودة تحت المسجد حتى تصل إلى مباني شخصيات إسرائيلية رئيسية في البرلمان والحكومة، فضلاً عن وجود شخصيات يهودية تقوم بأداء طقوسها داخل هذا الكنيس..!! ويشير الشيخ صلاح إلى أنّ بناء الكنيس اليهودي تحت المسجد الأقصى جاء وفق الادعاءات الصهيونية بشأن الهيكل المزعوم، لذلك بنوا هذا الكنيس ادعاء بإحياء ذكرى الهيكل الأول والهيكل الثاني. من جانبه حذر الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي من تداعيات قيام سلطات الاحتلال بافتتاح نفق جديد قرب حائط البراق من الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أنّ ذلك يشكل (خطراً حقيقياً على أساسات وجدران المسجد الأقصى المبارك). وقال التميمي في بيان له وصل مكتب الجزيرة نسخة منه :إنّ هذه الإجراءات تعرِّض المسجد الأقصى لخطر حقيقي بتقويض أساساته، ومن ثم هدمه)، معتبراً ذلك مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية، وفيها انتهاك لمبادئ وتعاليم الأديان السماوية التي دعت إلى صون أماكن العبادة والحفاظ عليها وعلى حرمتها. وأكد التميمي على أنّ استمرار هذه الإجراءات من حفريات وتغيير لمعالم المسجد الأقصى بحجة التنقيب للعثور على الآثار يأتي ضمن مخطط عدواني مدروس وممنهج على المسجد الأقصى لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، حسب تصريحات معلنة لبعض الجماعات اليهودية المتطرفة.. وتشير هنا الجزيرة إلى أحداث خلت حين قامت دولة الاحتلال بافتتاح نفق تحت أساسات المسجد الأقصى عام 1996، فجّر انتفاضة فلسطينية عارمة سميت في حينه (انتفاضة النفق)، بدأت في القدس وامتدت لتشمل كل أنحاء فلسطين ،وقدم الشعب الفلسطيني خلالها آنذاك نحو تسعين شهيداً، فيما تمكّن المنتفضون من قتل ثلاثة عشر جنديا إسرائيليا.