سهيل ذلك النجم الذي يعقب ظهوره بداية الأجواء المحببة لدى الناس مثل برودة الجو ودخول موسم الأمطار في الجزيرة العربية، وقد تغنى الشعراء بهذا النجم بل وتشوقوا لرؤيته، يقول الشاعر سمير الهرشاني رحمه الله: متى يقال سهيل عقب الغبا شيف واعقب سموم القيظ حلو البرادي واقفى ثمر حدب الجريد المهاديف والبدو تطري شدة للمنادي ويتشوق الهرشاني لرؤية سهيل، لكي يبدأ ممارسة هوايته المحببة حيث يقول: وقرب نقال مشقلب الخرب يا سيف اللي على كيفي وغاية مرادي نعم ان هواة الصيد بالصقور عندما يرون نجم سهيل يبدءون يعدون العدة لرحلة المقناص، لكن هناك فئة من الناس يزعجهم ظهور هذا النجم لما يعقبه من شديد البدو بعد اجتماعهم على موارد المياه، وتفرقهم في إثر مواقع الأمطار ما جعل الشاعر مرشد البذال رحمه الله يعبر عن ذلك فيقول: أنا غدت لي شوفة سهيل جني شوف التويبع يا بعد شوفة سهيل فهو يفضل نجم التويبع الذي يقترن ظهوره بأجواء الحر الشديدة على نجم سهيل، أما الشاعر سحن بن قويعان فيتمنى ان لا تزول الأجواء التي تجبر البدو على الإقامة حول الموارد فيقول: ياليتهم من بين حر وسمايم والبل على ليلة يجيها حفوفة وفي قصيدة أخرى يقول: لا والله إلا شدو البدو يا شعاق والحضر وسط قصورهم ما يشدون وشديد البدو هذا لأنهم: شافوا سهيل ونور فجران ما ساق وقاموا هل الزمل الهمل له يردون وهذا ما جعل ظهوره أمراً مقلق للعشاق فهم يرون فيه إذانا بالفراق وتشتت الشمل بعد الاجتماع، وقد أبدع الشاعر: عبدالله بن زويبن في وصف حالة العاشق في مثل هذه الأيام في الزمن الماضي فيقول من قصيدة طويلة: اتفق معها على غير الفسادي ايتزوجها وياخذها بيدها فوق خبرا جمّعت كل البوادي كل من علم بها شد ووردها وكل مدة قيظهم والوضع هادي وان حصل له فرصة جدد عهدها لين قام الحر ينقص، والبرادي ايتزايد، والمزون أوحم رعدها ثم ماذا حدث بعد ذلك: ناحرت لديارها قطم التوادي أورحت ريح الحيانيّة بلدها لقد شمت الإبل رائحة الربيع واتجهت اليه مما جعل البدو يصرون على الرحيل، ولكن ماذا حدث لذلك العاشق اقرأوا: ما لقى بمراحهم غير الهوادي المزاود والعدول اخلو نضدها وانطلق مع دربهم حاديه حادي وكل ما جاء نزلة مرّ ونشدها لين باد ولا لقى علم وكادي باهت الأخبار عنهم ما وجدها هذه صورة لمحبة وكره نجم سهيل لدى فئات من الناس، أما الان وبعد الاستقرار وتلاشي مظاهر حياة البادية الحقيقية فاعتقد ان الكره تلاشى أيضاً وبقيت المحبة.. وعلى المحبة نلتقي. محمد سعود البيضاني