تلاقت الرؤوس.. تصاعد الهمس.. همسة تدور في أرجاء المجلس ثم تنفجر.. والقصة أن أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد فعل وفعل. هذا ما يدور في كثير من مجالسنا و.. منتدياتنا.. كثيرون يشحذون أقلامهم وألسنتهم.. في مواجهة الهيئة. يتصيدون أخطاءهم.. ويصمون آذانهم عن محاسنهم.. لكن دعونا نتحدث بصدق ونصغي إلى أصوات ضمائرنا ثم نحكم في نهاية الأمر على بصيرة. تقول بداية بل بداهة إن هذه الأمة لم تفضل على غيرها إلا لقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما قامت الهيئة أساساً من أجله وهو الدور الذي تؤديه بكفاءة واقتدار منذ عقود نقول هذا ونعلم أن لها أخطاءها على المستوى التنظيمي وعلى مستوى الأفراد.. لكن من يتخذ هذه الأخطاء ذريعة كي يحجب دور الهيئة فكأنما يغطي بأصبعه الشمس. ثم.. لنسأل ما نوعية هذه الأخطاء.. متوخين في ذلك هدفا إصلاحيا فإن كانت أخطاء تنظيمية، فلنقلها صراحة للهيئة وأعتقد أن بها رجالاً يؤمنون بالتناصح ويتمتعون برحابة صدر تمكنهم من سماعنا وبذلك نكون قد وضعنا لبنة في بناء مجتمعنا بدلا عن الهدم الذي نمارسه.. فلماذا نمارس نقدا جارحا دون أن نحاول تقديم الحلول.. أما إن كان الأخطاء على مستوى الأفراد فلا أعتقد أن لها مكانا من المناقشة إلا بحدود تقديم شكوى ضد فرد بعينه حتى لا نأخذ الأغلبية بجريرة القلة. ثم لنفكر في أهداف المنتقدين.. فهم إما فئة تريد للهيئة أن تكون أفضل حالا مما هي عليه أو فئة من المتهكمين الذين لا هدف لهم إلا تزجية أوقاتهم خوضا في الحق والباطل.. أو فئة تريد أن تنفي دور الهيئة لأغراض في أنفسهم.. فالمتسكعون على أرصفة الرذيلة والفساد والمستلبون فكريا الذين يتزيون بزينا ويتحدثون لغتنا لكنهم يحملون أفكارا دخيلة، يرون في الهيئة الصخرة التي تتكسر عليها أحلامهم المريضة؛ فيتصيدون أخطاءها ليزلزلوا هذا الكيان الراسخ في وجدان المجتمع يجمعون قصصا يمكن أن تحدث لآلاف من البشر لكنها أن حدثت من أحد رجال الهيئة فإنها تضخم ثم تتناقلها الألسن الحاقدة.. وتشير إليها الأصابع المغرضة.. الخطأ هنا لافت لأنهم يبحثون عنه ولا يجدونه إلا بعد جهد ولأن البقعة في الثوب الناصع تبدو أكثر وضوحا كما يقولون.. إن هؤلاء لا يرضون عن الهيئة حتى تتبع أهواءهم وذلك عنهم بعيد.. ألم يسأل أحدكم نفسه السؤال البديهي لماذا لا يرى هؤلاء للهيئة حسنات.. إن نظرتهم من زاوية واحدة تجعلهم لا يرون الحقيقة كاملة قال أبو الطيب المتنبي وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا