الشاعر المعروف حمد بن ناحي البديري المطيري - رحمه الله - شاعر كبير له العديد من القصائد المتنوعة في شتى جوانب الحياة. عاصر حياة البادية وتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن العيش، ومرّ بظروف قاسية عبر عنها من خلال قصائده. نبدأ بقصيدة له يتمنى فيها (راحلة) ذكر أوصافها حيث يقول: الله على اللي فوقها نطع وشداد حمر مودية الغريب النحاوي حمر اليا حركتها عديها زاد حمر مناوٍ القلب يا هل المناوي حمر مقطر فخذها تقل مجلاد حمر ظهرها للرديف امتساوي حمر ذلولك وين ما هي بمعواد حمر تقطع كل غاوي وداوي حمر تحوز من الخمر تعطي الاصماد حمر كما ذيب عدا بالشواوي إلى أن قال فيها: اليا بدالي حاجة جتني تقاد تقول مهداةٍ عليه هداوي اركب عليها يوم سبت القدم باد والموت صيوره على العمر ضاوي ومن ظروف مرت بشاعرنا - رحمه الله - غادر جماعته ومضارب قبيلته واستقر بطرف إحدى القبائل. وبعد مضي فترة من الزمن تشاجر مع شخص من نفس القبيلة التي كان يستقر معها، وقد أصبحت كفة الغلبة لصالحه.. وقد حزّ هذا الموقف في نفسه، وتذكر جماعته وقبيلته، وأنشد يقول: يامل قلبٍ داخلٍ فيه ولوال وعيوني من تلي الاجانيب ملن يا جر قلبي جر دلوٍ علي جال في يد وحيدٍ كل ما جرّها ونّ على ربوع من ورا ذيك الاقذال اهل ضعونا من ورا الحيد هفن يا راكبٍ من عندنا فوق مرمال معها ثلاثٍ بالمطاريق يصغن ركبوا عليهنه طويلين الامهال يهيضن القلب يوم استقلن مسراحهن من عندنا هيضة المال والعصر مع حرف الهييشة يشلن إلى أن قال فيها: يلفن بيتٍ للمسايير مدهال منصى لاهل عوص النجايب اليا جن بيت على الخيفه خطير بمنزال ومخثرٍ فيه الشحم واصفر البن يلفن من يذبح لهن كبش الانذال يتعب لهنه بالشبب هنّ واهلهنّ وقامت رياجيله بالاقفى والاقبال والكبش يصلخ والمعاميل يجذن وسلم على ربعي قديمين الافعال اهل بيوتٍ بالمخافة يبنن هذا ولد عم وهذا ولد خال والكل منهم طيبٍ وافي الفن وقله تراني عقبهم ضايق البال كنّيت صبري لين ما عاد ينكنّ ولولاي اوسع عن ضمير بالامثال يا هقوتي لا غدي كما محرق البن من يتلي الاجناب ما هو برجال لو كان ظفر اخيوط راسه يطيحن شاعرنا فجع بوفاة أولاده الثلاثة بسبب مرض وكادت عيناه تعميان من البكاء حزنا على أبنائه، وقد قال قصيدة طويلة يرثي بها أولاده نذكر منها: يالعين هات الدمع كله من اقصاه خليه يمشي كل صبح وعشيه يا صرم قلبي صرم زرع تقفاه عشرين مخلب في ايدين اوجريه إلى أن قال فيها: يالله مالي واحد غيرك انصاه يوم العيال اطلقتهم من ايديه طير خذه ربّي والاخر تقفاه طيرين خرمتهم كبيرة عليّه يا زين حلقتهم على الضوّ زيناه وسوالفٍ بين الثلاثة طريّه ايدلهون القلب واوجد حالاه الى جيت في بيتي وصكوا عليّه وكذلك عندما أصيب أخوه الأكبر هضيبان بمرض شديد وبدأ يتألم ويتلفظ بعبارات محزنة.. عند ذلك لم يستطع شاعرنا عمل أي شيء؛ فقال قصيدة نذكر منها قوله: يا ونتي من واحد جر ونه يا ونتي من ونته كل ما ون عز الله انه ماش غيره مظنه وابوي من غبر الليالي اليا جن كم واحد غبر الليالي خذنه هذا عشاهنّه والاخر غداهنّ كم من وليفٍ عن وليف افرقنه واللي يبنه ياخذنه ويمشن اخوي ريف اهل النضى وان نصنه يقحص لهنّه بالشبب هنّ واهلهن واخوي فاللقوات حمايهنه ان صوتوا بالمنع واوموا لهلهنّ ومن قصائد شاعرنا الغزلية نختار من قصيدة طويلة: يا مل قلب يا محيميد يلاع كما يلوع الصيد راع القصيره أمسيت ما بي لون واصبحت مرتاع من لجت المرحول جاء في غيره لا والله الا زوعوا يابو هزاع ومخضب الاصباع طوّى حجيره طوّوا ودنوله من الزمل مطواع لعلها لسهيف الخد خيره واخلوا علينا مرحهم وابيض القاع وقصر هدام قاعدٍ فيه اديره ومن قصيدة غزلية أخرى يقول شاعرنا: يا جرّ قلبي جرّ من واحدٍ مرّ اليا استمر ومرّ يمشي بهوني الى جاء يجرّ اخطاه واللبس يزهاه وجدي على لاماه ياللي تجونه اليا مشى مرفوق ما هو بمطفوق قرنه تقول حبال تكسي متونه اليا لبس حجلين مع مقطع زين وثوبٍ من الارياح عجة ردونه يشرى له الغالي على كل حالي وليا بغى له شي ما يلطمونه رحم الله شاعرنا وأموات المسلمين.. شاعرنا له العديد من القصائد والقصص؛ فيا حبذا لو تم جمعها وتدوينها في ديوان حيث إن المكتبة الشعبية بحاجة إلى مثل قصائد هذا الشاعر، وإلى اللقاء مع شاعر آخر.