قد تكون حروفي كاسدة بجانب ما كتب وما سيكتب! ولكي لا تتحقق (قد) هذه سأكتب حروفي بمداد من غضب عل وعسى أن تكون ناقوساً يوقظ الضمائر التي تغط في غياهب اللا مبالاة، وكأن ما يحدث في فلسطين ولبنان لا يعني شيئاً، ولا يحرك روح الحمية والجزع على تلك الأرواح البريئة المسكوبة على أعتاب الظلم والطغيان. طغيان اليهود وأعوانهم يسانده ظلم أعتى وأقسى ما فتئ مندداً! ليس بالعدوان الغشوم، وإنما بعدم الوقوف والمساندة لأولئك المسلوبين حقوقهم وإرادتهم وإنسانيتهم، كأن الحرب ليست بين مسلم موحد ويهودي متماد، دون أدنى رادع من خوف يكبح جنون استشرائه. من المؤكد أن تلك الفتوة الجائرة هي عين التخاذل ووهن العزيمة، كأن تلك الدماء والجثث والأشلاء ليست لبشر نتقاسم معهم العروبة والعقيدة، بغض النظر عن المذهب الذي يعتنقه هؤلاء، ثم نأتي بعد ذلك ونصب جامّ غضبنا على رؤساء الدول العربية (لمَ لم يفعلوا؟ ولو فعلوا.. وليتهم يفعلون..). ماذا يفعلون إذا كان من يسوسونهم يتسنمون قمم التخاذل والذل وعدم استشعار حجم المأساة؟! لو استشعر الجميع ذلك لما أصيبت حاويات القمامة بداء التخمة جراء ما يلقى فيها من النعم، ولما كانت قاعات الأفراح تعجّ بأطنان اللحوم المترجرجة على صخب الموسيقى وضرب الدفوف وقرع الطبول في اللحظة التي يذبح فيها أشقاؤنا بدم بارد دون مراعاة لبراءة قاصرة وكهولة عاجزة. إذا تحول كل عرق نابض إلى شظايا غضب تطلق على شآذر الفساد، حينها ستنطلق من كل عاصمة عربية وإسلامية صقور مجد تنتقم للكرامة المهدرة وتعيد الحق المسلوب إلى أصحابه، محولة طغيانهم إلى ليل بوار مدلهمّ.