قالت مصادر صحافية إسرائيلية إن إسرائيل مستعدة لمبادلة أسيرين لبنانيين بالجنديين الإسرائيليين المختطفين لدى حزب الله اللبناني (الداد ريغف، وإيهود جولدفسر).. ونقلت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر يوم أمس عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية ووزارة (الدفاع) الحرب، قولهم: إن مثل هذه الصفقة يمكن أن تكون جزءاً من اتفاق لوقف إطلاق النار. وورد في نبأ صحيفة هآرتس أن إسرائيل ستكون على استعداد لإطلاق أسيرين لبنانيين في مقابل الإفراج عن الجنديين (ريجيف وجولدواسر)؛ لكنها أضافت أن إسرائيل موافقة من حيث المبدأ على إطلاق سراح السجين اللبناني (ابو امرا) المحكوم بقضية أسلحة؛ لكنها لن توافق على الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وكذلك عن (سمير القنطار) الملقب بعميد الأسرى اللبنانيين الذي أُسر في هجوم في إسرائيل عام 1979م، قُتل خلاله شرطياً إسرائيلياً ورجلاً آخر وطفلته. وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد ذكرت مطلع هذا الأسبوع أنَّ وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس قدمت خلال لقائها برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت (صفقة) تخلو من طلب إطلاق النار من إسرائيل، وبموجبها، تنسحب إسرائيل من مزارع شبعا، وبالمقابل تنتشر قوة دولية في الجنوب اللبناني وتبادل الأسرى بالمختطفين. وحسب صفقة تبادل الأسرى، فإن إسرائيل ستطلق سراح الأسرى اللبنانيين الثلاثة من ضمنهم عميد الأسرى العرب (سمير القنطار) مقابل الجنديين الإسرائيليين الأسيرين في لبنان، (الداد ريغف وإيهود جولدفسر).. وجاء في اقتراح رايس ما يلي: (تنتشر قوة دولية يتراوح عددها من 10- 3 آلاف جندي لمساعدة الجيش اللبناني في الجنوب ومراقبة الحدود مع سوريا من أجل منع تهريب السلاح إلى حزب الله).. وتشير هنا الجزيرة إلى أنه في 2004م حصلت عملية تبادل أسرى بين حزب الله وإسرائيل حيث أطلق الحزب سراح رجل أعمال إسرائيلي (الحنان تننباوم) وسلم جثث ثلاثة جنود إسرائيليين قُتلوا في معارك مع حزب الله، بينما أفرجت إسرائيل عن 40 أسيراً فلسطينياً و23 أسيراً لبنانياً وعربياً ولم تفرج حينها عن (سمير القنطار) إلا بتوفر معلومات حول الطيار الإسرائيلي المفقود (رون اراد). وفي موضوع ذي صلة، قال (يوفال ديسكين) رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك): إنه لا يوجد برنامج أو اتفاق لإطلاق سراح (جلعاد شليط) الجندي الإسرائيلي الأسير بأيدي ثلاثة تنظيمات فلسطينية مسلحة في غزة.. وقال (ديسكين): إن هناك تحركات مصرية وتحركات من قِبل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس وحركة حماس ولكن لا توجد حتى هذه اللحظة ما هو ملموس. وكان قد أعرب دولة رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية لوسائل الإعلام عن أمله بانتهاء قضية الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة على أساس إنساني وسياسي ولكن الأهم الأخذ في الاعتبار معاناة أهالي الأسرى الفلسطينيين الممتدة منذ عشرات السنين.. وتابع قائلاً: (الحكومة الفلسطينية ليست طرفاً مباشراً في موضع الجندي الإسرائيلي لكنها طرف مسؤول لدى الشعب الفلسطيني) وكشف دولة رئيس الوزراء أن حكومته طرحت مبادرة تضمنت نقاطاً ست واحدة منها استئناف المفاوضات لإيجاد حل لقضية الجندي الأسير حلاً سياسياً ودبلوماسياً يأخذ بعين الاعتبار معاناة 10 آلاف أسير في سجون الاحتلال، مضيفاً: (الحكومة تحركت مع أطراف عربية ودولية (مصر وتركيا) وتلقيت اتصالات من مندوبي بعض الدول الأوروبية.. كل هذا كان حراكاً ولكن حتى الآن أستطيع أن أقول إننا في مربع المخاض ولا أستطيع أن أقول إن شيئاً سيحدث غدا أو بعد غدٍ. ورفض رئيس الوزراء الفلسطيني تحديد موقف حكومي إزاء مسألة الربط بين الأسيرين الإسرائيليين لدى حزب الله والأسير الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن مهمة الربط بهذه المسألة هي لفصائل المقاومة التي تأسر الجندي والتي لها رؤيتها لهذا الموضوع. من ناحيته ادّعى رئيس الشاباك الإسرائيلي: (على الأغلب فإن جلعاد شليط ما زال محتجزاً في غزة.. وهناك نوايا لتنفيذ عمليات (إرهابية) داخل إسرائيل من قِبل تنظيمات فلسطينية ونتيجة ضغوطات يشغلها حزب الله.. والنوايا الأكبر تتركز حول تنفيذ عمليات اختطاف كما حصل مع اختطاف المستوطن اليهودي في الضفة الغربية (يعكوبي) الذي قُتل يوم السبت الماضي على يد فلسطينيين في الضفة الغربية.. وادعى رئيس (الشاباك) أن الحرب الإسرائيلية أمام حزب الله ستؤثر بشكلٍ كبيرٍ على ما يجري في قطاع غزةوالضفة الغربية بالنسبة لإسرائيل. وقال ديسكين: (يجب تعميق إنجازاتنا في الحرب أمام حزب الله من أجل أن يرى الفلسطينيون هذا الإنجاز). وأضاف: (مهم في الشرق الأوسط أن يرى المنتحر من مخيم بلاطة في مدينة نابلس الفلسطينية في الضفة الغربية الإنجاز العسكري وليس فقط الإنجاز الاستراتيجي كي يرتدع)..!!