عندما نكتب ونطالب ونشرح وننقد الوضع الصحي بمنطقة حائل ونصف تردي الحالة الصحية وسوء الخدمة التمريضية نهدف من ذلك إيصال صوت المواطن المريض لمن يعنيه الأمر وتحديداً وزير الصحة الذي هو المعني والمسؤول أولاً وأخيراً نقول ذلك لأننا مللنا لغة الوعود والأرقام والميزانيات التي سمعنا عنها وقرأنها لكن تبقى كلاماً لا أثر له ولا تأثير على أرض الواقع وهي كمفعول علاج المسكّن أو المهدئ لتخفف ألم الوجع والمرض. كتب الكثير ونقل الواقع وكشف الحقيقة ووصل صوت المريض لعل وعسى ولكن دون جدوى حتى أضحت الرحلات اليومية للخطوط السعودية كأنها طائرات إخلاء طبي تنقل المرضى من حائل إلى الرياض أو جدة بحثاً عن علاج حكومي أو أهلي.. واقع الصحة بحائل يرثى له ولم تجدِ عمليات الترقيع والتلزيق لجميع نواحي الخدمات الصحية ابتداءً من قلة الكفاءات الطبية مروراً بشح الأدوات والتجهيزات التشخيصية وانتهاءً بسوء الخدمات التمريضية ناهيك عن الأخطاء الطبية الفادحة وسوء المعاملة للمريض وذويه ولم أحبذ أن أكتب عن هذا الموضوع وفق تجارب سابقة لعدم جدواها إلا إذا ازدات كيل المديح والثناء والإطراء فإنك تجد التفاعل لولا أن خبر الجزيرة المنشور بعددها (12341) أثارني والمعنون: (تصدرتها حائل بثمانية آلاف مراجع - حملة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للرعاية الأولية التي جابت مناطق المملكة) جاءت منطقة حائل وفق الخبر بأنها من أكثر المناطق توافداً على هذه الحملة بحثاً عن العلاج، ولقد شاهدت بنفس تلك الجموع الغفيرة والأعداد الهائلة رجالاً ونساءً وأطفالاً وهم يصطفون بحثاً عن أرقام تؤهلهم للكشف وكثيراً من تلك الحالات المريضة تم إحالتها للرياض فوراً، ونشرت الجزيرة في حينه الخبر.. وهذا يدعم ويبرهن ما قلناه سابقاً ونقوله الآن أن وضعنا الصحي سيئ وأن التصاريح التي تطلق هنا أو هناك هي مجرد خبر ينتهي في حينه ووعود لم يتم الوفاء بها، فالمقياس والمعيار هو الفعل والعمل وليس كثرة التصاريح والوعود الوهمية... ولأننا لا نيأس ولا نفقد الأمل بجود مسؤول طالما عمل وبذل بصمتٍ وسكوت لا يعرف إلا لغة الفعل وهذا هو مصدر الأمل والتفاؤل في حل مشكلاتنا الصحية وتدني وضعها وأملنا في صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن صاحب الهمة العالية والمواقف المشرفة التي عرفها أبناء المنطقة منذ أن تولى مسؤولية الحكم الإداري فيها فكان نعم الأمير المجد ونعم المسؤول المخلص فله من الجميع فائق التحايا والتقدير.