الكاتب المتميز هو الذي يستطيع أن يسخر قلمه الصادق لقضايا وطنه ومجتمعه وأمته، وصاحب القلم المتمكن هو الذي يعبر عن هموم الناس وآهاتهم بكل صدق وأمانة وهذه النوعية من الكتاب تحظى بشعبية كبيرة من القراء والمتابعين لهم.. الكاتب القدير عبدالرحمن السماري استطاع أن يفرض اسمه على الساحة الصحفية المحلية وبدون منازع وبما حباه الله من فكر نير وأسلوب متميز.. فهو ممن يكتبون بشكل يومي يطرح قضايا ويناقش مشكلات ويعرض معاناة وينتقد عمل الإدارات.. ففي عدد الجزيرة (11630) كتب تحت عنوان (تخصصي بريدة.. يا معالي الوزير) حيث أفصح وبجرأته المعهودة عن أوضاع هذا المستشفى وأبدى تحفظا على البعض الآخر لأنه يقول (فشيلية) بل (تقطع الوجه) وأقول لكاتبنا القدير كيف لو قدر لك أن تزور حائل وتلم بك وعكة صحية (حفظك الله منها) تجبرك أن تذهب لإحدى مستشفياتها، فإنك منذ الوهلة الأولى سوف تصاب بالدهشة هذا إذا سلمت من حالة الإغماء لما تشاهده وتواجهه من حالة يرثى لها؛ مبان متهالكة، وأجهزة قديمة، وعناية شبه مفقودة، وكفاءات طبية معدومة، والسعيد من المرضى من حلق بطائرة الإخلاء الطبي لمستشفيات عملاقة بالداخل أو الخارج وتعيس الحظ منهم من صارع مرضه ومرضى المستشفى وصبر واحتسب حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.. هذه حقائق وشواهد لا يمكن أن تنفيها تصريحات مسؤولون هنا وهناك، فلقد تألمت كثيرا وحزنت أكثر عندما زرت ثلاثة من أبناء حائل يرقدون في إحدى مستشفيات حائل، أحدهم أصيب بحادث هو وزميله ونتج عنه كسر في إحدى فقرات الظهر وزميله بكسر بالحوض وكلاهما أدخل العناية المركزة في المستشفى وبعد خمسة عشر يوما أخرج زميله المصاب بكسر بالحوض إلى أهله ليتولوا عنايته ورعايته بدلا من المتسشفى ولكن بعد فترة وجيزة خطفته يد المنايا وانتقل إلى رحمة الله وهو لم يستعد عافيته في استهتار واضح وضح النهار!! أما المصاب بكسر في إحدى فقراته بقي تحت عناية المهدئات والمسكنات كون المستشفى لايملك إمكانيات طبية ولابشرية في تثبيت فقرة الظهر وكان وقتها يحرك قدميه إبان زيارتي له حاول ذووه الاستعانة بمستشفيات الرياض والمدينة المنورة لنقله لكنها ترد بعدم إمكانية استقباله ليتم نقله إلى مستشفى الشميسي ولكن بعد فوات الأوان وإصابته بشلل نصفي وهو الآن يتلقى العلاج الطبيعي بالمستشفى العسكري بعد إجراء أكثر من عملية جراحية في الشميسي. أما المريض الثاني فهو مصاب بمرض الفشل الكلوي ويتلقى العلاج بعيدا عن ذويه وأهله أما الثالث فهو أصيب بحادث مروري نتج عنه كسور وجروح ونوم بالعناية وظل أكثر من عشرين يوما يصارع أجهزة علوية وسفلية وأدوية مسكنات وأخرى مهدئات دونما تحسن يذكر حتى قيض الله له طائرة أخلته ونقلته إلى إحدى المستشفيات العملاقة وهو العسكري الذي تفاجأ بسوء العناية والرعاية له من قبل حائل حيث اكتشفت إصابات جديدة ظل يصارعها بالصبر وتعالج بالمهدئات والمسكنات حيث كاد يصاب بفشل كلوي نتيجة توقف عملها كما أظهرت الأشعة وجود كسور في الأضلاع واحتياجه لعمليات تجميل ونحمد الله أنه يتمتع بصحة جيدة بفضل الإمكانات الطبية الحديثة والكفاءات البشرية المتميزة والرعاية الفائقة في مستشفى يعد صرحاً طبيا متميزاً ومشهوراً على مستوى الشرق الأوسط وقلت في نفسي (آه لو عندنا مستشفى مثله بسعة خمسين سرير فقط) لما عانى مرضانا من الترحال والتنقل حتى إن أحد الممرضين يقول: أكثر الحالات المنومة تأتي من حائل هل يعني أنه ليس لديكم مستشفيات؟! قلت المستشفيات لدينا وجودها كعدمها والدليل لديكم بكثرة المنومين!!هذه شواهد وحقائق نقلتها كما رأيتها بعيني وسمعتها بأذني تؤكد على سوء الوضع الصحي بحائل والذي يعالج بالمهدئات والمسكنات كما يعالج مرضاه بوعود وأحلام لا نعلم متى تتحقق وتنهي معاناتنا وآهاتنا.. ونحن نعلم بالجهود التي يبذلها وزير الصحة المخلص والذي نكن له كل احترام وتقدير ومحبة ولكن موضوع الصحة بحائل يحتاج إلى قرارات استثنائية. ناصر بن عبدالعزيز الرابح