عشت تجربة طموحات الملك منذ كنت جندياً في الحرس حتى أصبحت أستاذاً في الجامعة. كان الحرس الوطني عبارة عن مجموعة أفراد. فإذا به يتحول إلى جيش منظم. وإدارته إلى إدارة حديثة. تجمع بين المدنية والعسكرية. يديرها أشخاص متفتحون. ووراؤهم شخص مشجع ومؤيد. تساعده بطانة مخلصة. فإذا بجهاز الحرس الوطني لم يتوقف عند حدوده العسكري بل يتحول إلى مركز إشعاع ثقافي وفكري وصحي. تُعقد عبره الندوات واللقاءات. وتُعمل في مستشفياته العمليات المعقدة. ويبرز فيه أشخاص مبدعون ومفكرون. فإذا بالحرس يتحول من جيش يحرس الوطن من داخله إلى حارسٍ على الثقافة وعلى الصحة وعندها يقوم بما ينبغي أن تقوم به الجامعات والوزارات الأخرى. إنه جهاز علم وعمل. إنه جهاز خدمة وشرف. إنه جهاز كان ولا يزال تحت إشراف ملك مخلص. هذا الملك يفكر أن يحوِّل الدولة كما حوَّل الحرس. إلى دولة رائدة في العلم. إلى دولة زاهدة في (الأنا). إلى دولة خادمة للكل. إلى دولة مسلمة حديثة تأخذ بالمفيد وتترك كل ما لا يفيد. والتركيز هنا على الثقافة. والملك يركز على التعليم. فإذا بالجامعات تتعدد وتتلون. وإذا بالكليات تفُتتح هنا وهناك. وإذا بالطلاب الطامحين يجدون مكاناً في أي من جامعات البلاد. وإذا بالكل يسعى ويسعى. إنَّ خلف ذلك كله ملكاً لم يمر عليه سوى عام. إنه يعمل بصمت. ولكنه يسعى ويسعى. كي يرقى بالبلاد وأهلها كما رقى بالحرس وإدارته. دام الملك ودام الوطن ونرجو من الله أن يحرس الكل فهو نعم المولى ونعم المرتجى.