وفي البداية لعلي أُحيي المسؤولين في وزارة التربية والتعليم على جهودهم الوطنية الصادقة المتمثلة في افتتاح العديد من (المراكز الصيفية) في مختلف المناطق والمحافظات، واهتمامهم وعنايتهم بجودة ما تُقدمه هذه المراكز من خدمات تربوية وثقافية وترفيهية لأبنائنا الطلاب خلال فترة الإجازة، وذلك تنفيذاً لتوجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله تعالى- للجهات المسؤولة بإقامة هذه المراكز، تقديراً من قيادتنا - أيدها الله- للدور الكبير الذي تقوم به هذه المحاضن التربوية في رعاية الشباب، وتنمية مواهبهم، وحفظ أوقاتهم واستثمارها بما يعود عليهم وعلى وطنهم بالخير والنفع العميم. إن ما كتبه الأخ الفوزان حول التحذير من المراكز الصيفية، وكذلك ما سبقه غيره إليه من طعن ولمز في أهداف هذه المراكز أو قدح في مقاصد القائمين عليها، هو أمر مؤسف بالفعل، ولا سيما أن الهيئات المشرفة والمنفذة لما يُقدم في هذه المراكز من برامج ونشاطات تربوية هم من شريحة (المعلمين)، أولئك المربون الذين نأتمنهم على أبنائنا ما يزيد على ثمانية أشهر، ثم لا يتورع أولئك الكُتّاب - ومن هم عالة على الكتابة- عن الطعن بأمانتهم في شهرين!! لقد كنت أتمنى لو أن أولئك الذين شمروا عن أقلامهم للنقد والتعريض بهذه المراكز قد دلفوا إلى مقراتها المشرعة الأبواب، ليروا بأعينهم الحقيقة الغائبة (وإن شئت فقل المغيّبة) فيما تُقدمه من برامج تربوية، وفعاليات وطنية، ومسابقات ثقافية وترفيهية، فهي -أي المراكز- لا تعمل في سراديب أو تحت جنح الظلام، بل هي مكشوفة ويحكمها نظام، وقد كان حرياً بمن هدفه الإصلاح وحسن النوايا أن يقف بنفسه عوضاً عن النقل والرواية، وأن يحاور القائمين عليها بدلاً من اتهامهم والطعن في مقاصدهم..! إنه وإن كانت حركات الإسلام السياسي في دول أخرى قد استغلت المراكز والمنتديات في بلدانها كأسلوب دعائي، فلسنا بدعاً من الخلق، والكأس يُشرب فيها اللبن ويُشرب فيها الخمر؟! وإنما المحك هو في منهج هذه المراكز وما تسعى إلى تكريسه من قيم وأخلاق، وهذا لا يعني أبداً أنه لا يحدث الخطأ أو يوجد التجاوز، بل ذلك أمر وارد حتماً ما دام العاملون في مراكزنا ومدارسنا ومصانعنا هم من بني البشر، ولكن الخطأ يصحح والتجاوز يعالج بما يناسبه، وهنا أود أن أوجه سؤالاً إلى من افتقدوا الموضوعية في محاكمة المراكز الصيفية فأقول لهم: هل من المنطق أيها الحكماء أن نُحجم عن استخدام الكهرباء في منازلنا ومتاجرنا ومصانعنا درءاً لما قد يُنجم عنها من كوارث لا سمح الله؟! قلت ذلك بصفتي (ولي أمر) أثلج صدره ما رأى بين جنبات هذه المراكز من قدوات، وفي برامجها التربوية من ثمرات، فهي بالفعل من أهم القنوات في مجال الإصلاح والتربية، ومن ادّعى الوسائل لتعزيز الانتماء في نفوس منتسبيها لدينهم ووطنهم. أحمد بن صالح الخنيني/ الزلفي - ص.ب 333