لا يمكن تحقيق الهدف أو النجاح المنشود إلا باكتمال منظومة العمل المراد تنفيذه أياً كان هذا العمل ومهما كانت بساطته.. فما بالك بمهرجان يقام لإسعاد المجتمع بأسره ويدفع الآخرين للتوافد على مدينة هذا المهرجان للاستمتاع بما يقدم من عروض وبرامج ذاع صيتها وأصبحت ماركة مسجلة باسم مدينة ذلك المهرجان. ومهرجان بريدة الترويحي أو بريدة في صيفها المختلف وعلى مدى أربعة أعوام حقق نجاحات ملأ صيتها الآفاق إبداعاً في التنظيم.. وروعة في العروض.. وإثارة في التنافس.. وتحدٍ لا يقارن.. حتى أصبح تميز مهرجان بريدة عن أمثاله علامة مسجلة لبريدة وحدها دون غيرها.. ولهذا النجاح ما يبرره.. فكما أسلفت فإن في بريدة حرصاً وإخلاصاً وعطاءً لا حدود له وتناغماً وانسجاماً بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص وأبناء المدينة جميعهم بدءاً بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم الذي يدعم ويشجع كل توجُّه بنَّاء يعمل ضمن الصف ويتابع كل عمل خطوة بخطوة. وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز الذي يبارك كل ما يخدم هذه المنطقة ويحقق رفاهية المواطن ومصلحة الوطن.. مروراً بالمصالح الحكومية التي تتنافس لإنجاح كل الفعاليات التي تقام هنا.. وفي مهرجان بريدة شاهدنا جهود بلدية المدينة سابقاً وأمانة منطقة القصيم حالياً كيف حولوا الأحلام إلى واقع ملموس من خلال ساحة مناخ العقيلات ولا تزال جهود الأمانة مستمرة لتذليل كل ما يستصعب. والإدارة العامة للتربية والتعليم قدمت مواهب عديدة من خلال مهرجان بريدة الثاني والثالث حينما أوكلت لها مهمة التنظيم ولا تزال تواصل جهودها حتى اليوم من خلال عطاءات عضو اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ فهد الأحمد وكذلك إدارة المياه ببريدة التي تقوم هي الأخرى بجهود ملموسة ومشكورة.. والإدارة العامة لتعليم البنات بالقصيم تقوم بجهودها الجبارة في كل ما يتعلق بالعنصر النسائي بالمهرجانات.. وكذلك الصحة لها جهودها الملموسة لكنني اليوم سأخص جهات حكومية أخرى تعمل بإخلاص وإن كان نشاطها غير ظاهر أو ملموس إلا أن هذا لا يضيرهم ما دام أنهم يخدمون هذا المهرجان وزوّاره. أول هذه الجهات رجال الحسبة من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهم يتفانون في عملهم في سبيل تهيئة أجواء مريحة لزوّار المهرجان ويحسب لهم حسن تعاملهم بتعاليم شريعتنا الإسلامية السمحة وتقديمهم النصح والإرشاد للشباب في كل ما يخص دينهم وعقيدتهم ورجال الدفاع المدني بمعرضهم الدائم في المهرجان وبوجود فرقة متكاملة ومجهزة تعمل من بعد صلاة العصر حتى الهزيع الأخير من الليل وبنفسيات طيبة ووجوه باسمة. وإدارة المرور التي جندت فرقاً خاصة للمهرجان وفعالياته سواء في الميدان الحضاري وساحة مناخ العقيلات أو في المناشط التي تقام خارجه.. والذين قدر لهم حضور سباق بريدة الدولي للسيارات بميدان الفروسية أبهرتهم انسيابية السير وكثافة رجال المرور الذين تواجدوا وعلى مدى ثلاثة أيام هناك حرصاً على إنجاح هذا السباق الدولي.. أيضاً فإن الدوريات الأمنية شريك رئيس في نجاح المهرجان من حيث التنظيم سواء في تواجد سيارات الدوريات التي تغطي أرجاء المهرجان أو الدوريات الراجلة التي تحرص هي الأخرى على سلامة الزوّار وأمنهم. وجمعية الهلال الأحمر السعودي التي تواجدت بفرقة دائمة في المهرجان لإنقاذ مصاب أو التخفيف عن مريض بإعطائه العلاج اللازم أو نقله للمستشفى. تلك الجهات في نظري عملت طوال أيام المهرجان خلف الكواليس دون كلل أو ملل لا تهدف إلى شيء سوى أن تتكامل عناصر النجاح في المهرجان وتلك هي المواطنة الحقة وهؤلاء المخلصون هم من يستحق منا الثناء والتقدير.. (*) المدير الإقليمي لجريدة الجزيرة بالقصيم