لا تستغربوا من العنوان؛ لأنها حقيقة نعيشها، فهي في عروقنا وأصولنا مركوزة في جنس الرجل أكثر منها في المرأة بحكم خشونة الرجل وجلادته. فالأب منشغل بعمله ومصدر رزقه، تجده يوفر لأبنائه حياة مترفة لا تشكو من قلة المادة، ولكن في المقابل لا تجد للسعادة مكاناً في حياتهم.. أما الأم فهي في عالمها الخاص الذي لا يتعدى حدود اهتماماتها من صديقات وأسفار وغيرها من الأمور الثانوية. أما الأبناء فهم ضحية الإهمال؛ إهمال الوالدين. قد تسرب إليهم الفراغ العاطفي، ولذلك هم محتاجون لملئه فكيف؟الابن سيملؤه برفقاء السوء وجلسات اللهو، وقد يلجأ إلى درب الضياع: مسكرات، مخدرات.. أعاذنا الله وإياكم من كل شر. أما الابنة فحدث ولا حرج في كيفية ملئها لهذا الفراغ؛ فهي ستبحث عن ذلك القلب الحنون والحضن الدافئ واليد الحانية، وستجد ذلك بكل يسر وسهولة، ولكن ستجده عند ذئب من الذئاب البشرية الذي سيستغل حرمانها ويشبع عواطفها لصالحه، وتحدث بعد ذلك الكارثة. والمشكلة العظمى عندما يكتشف الأبوان ذلك فسيلقون اللوم والعقاب على الابنة، ولم يفكروا في سبب لجوئها إلى هذا الطريق الضال. وأنا هنا لا أدافع عن الفتاة التي تسلك هذا المسلك أو أشجعها على ذلك، فلها من العتاب والتوبيخ نصيب الأسد، ولكن لا نرفع المسؤولية عن والديها، فلو كانا بجانبها لما احتاجت لغيرهم ولم تنظر لمن دونهم. رسائل عاجلة 1- إلى كل أب أهمل أبناءه: رسالة عتاب أوجهها إليك، أنت رب البيت مسؤول عنه: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).. قف بجانب ابنك، عزِّز ثقته بنفسه وصاحبه واعرف من هم أصدقاؤه.. حاوره وأقنعه بأسلوب هين لين.... ابنتك زهرة فؤادك داعبها، ضاحكها، واقتدي بسيد البشرية عليه الصلاة والسلام، وافعل مثلما كان يفعل بابنته فاطمة رضوان الله عليها... أشعرها بأنك معها، ولا تنسَ أنها ستر لك من النار، فاحرص على تربيتها تربية صالحة. 2- إلى كل أم تنحَّت عن دورها الأساسي.. إليك يا نبع الحنان.. أين حبك وحنانك؟! أبناؤك في أمس الحاجة إليك: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق الأخيرة: إلى فتاة انحرفت عن الطريق المستقيم... أفيقي عزيزتي؛ فالدنيا دار للعمل لا للهو واللعب. ومضة حينما نشعر بقرصة الشتاء وبرودته بالتأكيد سنتجه إلى خزانة الملابس لارتداء أكبر عدد منها، أو نتجه إلى المدافئ سواء الحديثة أو البدائية، أو سنتجه إلى الحل الأخير، وهو فرشنا لنندس تحت مفارشنا، وكل ذلك لما؟ لكي نحمي أنفسنا من البرد.. ولكن حينما نشعر بالبرود في عواطفنا.. هل سنتجه إلى خزانة العواطف، أم إلى مدافئ تبث المشاعر من خلالها؟!.