در قبل فترة في عام 1424ه الكتاب المذكور في طبعته الثانية للدكتور محمد بن سعد الشويعر في جزءين كبيرين وهو على العموم جهد طيب ومشكور جمع فيه المؤلف معلومات كثيرة وصوراً مختلفة ولكنه مع ذلك جهد بشري ولا سيما وقد ذكر مؤلفه أن من ألف فقد استهدف وعرض نفسه لرأي الآخرين وقد اعتذر عن القصور لأنه من سمات البشر والكمال لله وحده، لذلك فإننا ومحبي المؤلف - وفقه الله - المهتمين بكتابه نأمل أن يتسع لنا صدر جنابه الكريم لإيراد ما رأيناه ولاحظناه حول الكتاب وليس الهدف منه القدح أو المدح وإنما نأمل منه أن يكون من النقد البناء الذي ينشد الحقيقة ويهدف لها بما يساعد على تخليص الكتاب مما رأيناه وإخوانه الكرام من السلبيات وإثبات الإيجابيات والإجابة عن بعض التساؤلات والإشكالات من قبل المؤلف حتى يتحقق من ذلك الغرض المنشود. وفق الله الجميع لما فيه الخير وتحريه فنحن نعتبر بعضنا يكمل بعضاً وننطلق من ذلك والكتاب منا وإلينا. ونورد هنا بعض هذه المرئيات والملحوظات على النحو التالي: أولاً: أطال المؤلف في أول الكتاب عن ذكر الوشم والوشوم وتاريخه وتاريخ شقراء وكان من الأولى ذكر أهل هذه المنطقة وسكانها والإشارة إليهم وهم بنو تميم كما تثبت ذلك الأخبار والأشعار والكتب وتضافرت على ذلك وأن أمراء حواضرها كانوا منهم وكان من حقهم عدم الإهمال وإيراد شيء من الأخبار والمعلومات عن تلك القبيلة ولا سيما وهي كثيرة ومتوافرة عنهم ولا يزال كثير من سكانها منهم حتى الآن وذلك خلاف منهجه عن القبيلة التي سكنتها أخيراً فقد أطال في الحديث عنها كثيراً على الرغم من أنها طارئة عليها وتلك هي ثانياً: لاحظ الكثيرون طول الكتاب في هذه الطبعة حيث تجاوزت صفحاته في جزئية أكثر من (760) صفحة ويرون أن من أسباب ذلك الطول وكبر حجمه هو إيراد بعض المعلومات التي لا لزوم لها ولا يستحق بعضها الذكر أو الإطالة فيها بما لا يحصل القارئ منه على كبير فائدة منها وكان حذفها أولى من حشرها وحشو دفتي الكتاب بها وأنه لو سلم لكان أخصر وأحسن وأجود كما أن من أسباب ذلك تكرار إيراد بعض المعلومات والأخبار في أكثر من موضع ومن ذلك الإطالة في باب الملاحق والصور والفهارس بما تجاوز وحده (133) صفحة ومعلوم أن قيمة الكتاب ليست بالكم وعدد الصفحات وإنما بجودة المحتوى ونوعه ومحبي المؤلف يتمنون عليه ملاحظة ذلك مستقبلاً. ثالثاً: وعلى خلاف ما سبق من إيراد معلومات وصور لا أهمية لها ولا لزوم يستدعي ذكرها أهمل ذكر معلومات مهمة وجيدة جديرة بالإشارة والإشادة بها وذكرها ومن أمثلة ذلك بئر مسجد الحسيني وتفردها في تصميمها حيث يندر أن يوجد لها مثيل في نجد حسب علمنا وذلك أنه قد تم تقسيمها بفروش الحجارة النازلة فيها إلى قسمين للرجال والنساء يستقي كل منهم الماء منها في وقت واحد دون أي اختلاط ولا حتى رؤية بعضهم لبعض - مما جعل بعضهم يطلق عليها نكتة في هذا الزمن الذي استهدفت فيه المرأة المسلمة بأن بعض الأعداء لو علم عنها لدكها وهدمها - ثم إنه علاوة على القسمين السابقين هناك قسم ثالث يستعمل لإخراج الماء بالدواب لوجود منحاة لها باب يفتح عند الحاجة في السوق الجنوبي عنها كأنه باب منزل لمن لا يعرفه. ومن ذلك عند الكلام على سوق شقراء الرئيسي ومداخله تجدر الإشارة لمعلومة هامة تدل على عرف محمود لدى أهلها للحرص على المرأة والمحافظة عليها وسترها وهو أن النساء في شقراء لا يدخلن هذا السوق ولا يتسوقن منه وحتى لا يمررن ويعبرن معه مطلقاً بعداً عن مخالطة الرجال وإنما يعبرن عند الحاجة مع أسواق مجاورة له على جوانبه مثل سوق المدينة في شماليه، وهذا العرف خاص بنساء الحضر دون نساء البادية - وكذلك الإشارة لبعض الألعاب الشعبية والمهن والحرف اللطيفة وبعض وسائل العيش مثل التكسب من البعض للقمة العيش من مهنة لقط وكسر الحطب من الأسواق وبيعها وغير ذلك من أمور لذكرها أهمية وحقها أن لا تهمل لتضفي على مادة الكتاب أهميةً ورونقاً ورغبة لدى القارئ فيه وعدم السآمة والملل من جراء الإطالة والاستطراد في أمور ومواضيع لا لزوم لهو ولا يهم غالبية القراء. رابعاً: بعض الخرائط والصور لا فائدة من نشرها في الكتاب كما وردت لعدم وضوحها وكتاباتها ومحتوياتها وكان الأولى إيضاحها أو حذفها لعدم الفائدة منها بهذا الشكل، كما أن بعضها لا داعي لإيرادها حيث لا تنفرد بها شقراء بل يتكرر وجودها في مدن أخرى ومثل منشآتها تماماً لا تختلف في تصميمها ومبانيها عنها. خامساً: ورد في الكتاب التعليق على إحدى الصور بأنه أحد الممرات القديمة المسدودة في حي المدينة ويقدر عمره ب (500) سنة ويتساءل الكثيرون ما مصدر مثل هذه المعلومة وغيرها من التقديرات التي وردت في الكتاب وعلى أي شيء بُنيت؟ ثم إن الكلمة الدارجة لمثل ذلك هي سكة سد، والمتعارف عليه تسمية هذا سوق المدينة وليس حياً. سادساً: ذكر في التعليق على صورة المستشفى (وفي يمينه تبرز قارة شقراء) والناظر فيها لا يرى شيئاً مطلقاً ثم إنه يحسن تشكيل كلمة (القارة) وأن الراء بالفتحة دون تشديد لأن كثيرين ينطقونها مشددة ويشكل الأمر عليهم لعدم معرفتهم بالمقصود. سابعاً: أورد المؤلف في الكتاب أكثر من (10) خطابات ونقولات فيها مديح وثناء عليه شخصياً وعلى كتابه وإيراد بعضها في أكثر من موضع ثم إنه جعل إحداها وثيقة في باب الوثائق وأعطاه رقماً مسلسلاً ضمن الوثائق ولا يعلم محبوه وجهاً لتسمية ذلك وثيقة وهو خطاب عادي حديث ويرون أن لو تجنب إيراد مثل ذلك كله فضلاً عما ذكر لكان أولى وأفضل لما قد يراه البعض أنه داخل في مديح النفس والحرص على ذلك وما فيه من سماجة وأن الواثق من نفسه في غنى عن ذلك ومثله، ومعلوم ما يجره على صاحبه وأن تركه خير له عند الأخيار وعند ربه. دع عملك يتحدث عنك. ثامناً: ورد في الكتاب في مواضع مختلفة معلومات غير دقيقة ولا موثقة وربما بعضها يخالف الواقع أو تخالف عنوان الباب الذي أدخلت تحته ويحتاج الأمر بالنسبة لذلك إلى إعادة المراجعة وتصحيحها حتى لا يفقد الكتاب قيمته عند من يعلمون ذلك لعدم الدقة والصحة والتثبت قبل إيراد المعلومات ومن قبيل الأمثلة على ذلك والإشارة لا الحصر والإحاطة ما ذكر عن مسجد شيحان بأنه ذهب مع التوسعة مع أنه لا يزال موجوداً يصلى فيه الآن فلم تأخذ من توسعة الشارع سوى جزء يسير وإنما أعيد بناؤه بالمسلح ومن ذلك ما ذكر عن تحديد سنة هدم وتجديد المسجد الجامع بعام 1386ه وهو قبل ذلك بست سنوات ومنه ما ذكر عن سد وادي الريمة وأنه كان له تأثير على المياه الجوفية لآبار شمال شقراء ومنطقة الحسيان، والواقع أنه لم يكن كذلك ولم يحدث أي تأثير لأنه كان سداً مفتوحاً في أسفله أنبوب واسع بدون محبس يحجز الماء فليس كغيره من السدود حيث لا يلبث الماء أن يخرج منه وينضب خلال ساعات قليلة من توقف المطر ويبدو أن المؤلف وفقه الله لم يقف عليه رغم قربه من البلدة وإلا لما ذكر عنه ما ذكر. ومن ذلك إيراد صورة واحدة مرتين في صفحتين مختلفتين حدث فيها خطأ وخلط للمعلومات والأوراق حيث ذكر في التعليق على إحداهما أنها جانب من مسجد الحسيني في أحد الأحياء القديمة وفي الأخرى ذكر عنها أنها مدرسة إدريسة للبنات فكيف حصل هذا الخلط وما هو الصواب في الأمر؟ وهذه مجرد أمثلة وليست للحصر. تاسعاً: عند ذكر المراجع قدمت المراجع الأجنبية على العربية رغم أنها أهم منها وأشرف لغتها لغة القرآن أشرف اللغات ولم يبد مبرر لتقديم الأجنبية عليها فكان حق ما قدم التأخير وما أخر التقديم ولا ندري عن وجهة نظر المؤلف الكريم في ذكل إن كان هناك ما دعاه إليه. عاشراً: ذكر المؤلف في المعلومات الشخصية عنه في الغلاف ميلاده في شقراء ونيله الابتدائية منها ولم يذكر سنة ميلاده رغم أهميته ولا داعي للخوف من ذكر الحقيقة إن كان من كبر السن كما لم يذكر نوع تخصصه الجامعي والجامعة التي تخرج منها وتاريخ ذلك وذلك أهم من ذكر تاريخ دبلومات حصل عليها ذكرها بالميلادي كما لم يتضح من العبارة التي أوردها عن دراسته في مصر هل هي انتظام أم انتساب وإيضاح كل ذلك أولى من إدغامه على القارئ كما أن حق التاريخ الهجري إثباته كاملاً دون الانتقاص منه وتقديمه على الميلادي وتلك الفترة المشار إليها حرص الكثيرون من هنا على الحصول على الشهادات العليا من مصر لأسباب ليس هذا مجال ذكرها حيث صدر أمر لاحق بعدم الاعتراف بها مما حدا بالأكثرين للتوقف عنها. أحد عشر: ورد في ثنايا الكتاب أخطاء لغوية ونحوية ومطبعية وتكرار ونقص وسقط في بعض الكلمات أو الأسطر وغير ذلك ولا شك أن مثل ذلك يؤثر على سلاسة وسلامة الكتاب ويشوه محتواه على القارئ وكان بودنا أن المؤلف - رعاه الله - حرص على تلافي ذلك بمراجعة الكتاب قبل إخراجه ما دام ذلك بالإمكان تلافيه لتجنيبه ما يعكر صفوه على القارئ علاوة على ما سلف ذكره وقد يكون له عذر في ذلك لا نعلمه إما بسبب سفر أو انشغاله أو أنه وَكل مراجعته لمن ليس أهلاً وعلى كل حال فمحبوه يأملون أن يخلو الكتاب من ذلك كله قدر المستطاع في المستقبل عند إعادة الطباعة بل قبل ذلك بإصدار نشرة تصحح وتعدل ما ذكر وغيره وعلى كل حال فهذه التصويبات موجودة لدينا ونحن رهن إشارة المؤلف الكريم إذا رغب فيها لتعديل وتصويب ما أمكن من ذلك فنحن نرى أن الكتاب كتابنا فما كان فيه من توثيق وتثبت وصحة يسرنا وما فيه من خلاف ذلك يسوؤنا. اثنا عشر: ومن الملاحظات التي يذكرها الكثيرون من المهتمين بما صدر عن شقراء أن المؤلف - وفقه الله - لم يورد في مقدمة كتابه ولا في ثناياه ولا عند ذكره لمراجع الكتاب في طبعته الأولى والثانية لا تصريحاً ولا إشارةً لكتاب صدر قبل كتابه عن شقراء لمؤلفه الأستاذ محمد العمار، وكذلك مثله بحث عن شقراء للأستاذ عبدالله الفايز، كلها قبل كتابه ويتساءلون عن السر في ذلك فلو أن المؤلف لم يذكر مراجع لكتابه مطلقاً لوجد له بعض العذر في ذلك أما وقد ذكر له مراجع كثيرة فقد كان الأولى أن يكون ما ذكر هو أولها وعلى قائمتها خاصة الأول منها لأنه قد نشر. وأعادت طبعته رعاية الشباب وانتشر واشتهر ويرون أنه لا يمكن أن مثل المؤلف يجهل ذلك ويأملون منه بيان وجهة نظره في ذلك لعل ذلك يبعد المظنة بأن ذلك من بخس الناس أشياءهم وحقهم فالفضل للمتقدم ومن حقه الإشادة بجهده وعدم غمطه ولا سيما أن المؤلف - وفقه الله - متشدد في هذا الأمر وهذه الناحية ومن ذلك ما أورده تجاه شخص ذكره في ص 201 في الجزء 2 من كتابه أنه تعدى على كتابه هذا وأنه قد تم فضحه وما تستر به لعدم الأمانة والنقل، لذلك فإن الجميع يترقبون من المؤلف إفادة شافية حول هذا الأمر. وفقنا الله جميعاً لكل خير والتعاون عليه. إعداد /د. عبدالرحمن العنقري