تشرق الشمس الجميلة، فيبتسم يوم جميل تتغنى فيه براءة طفل انتظره ليملأه لهوا ولعباً.. تشرق الشمس، فيحل صباح تطرب له العصافير التي ترسل شقشقاتها أملا وتوكلاً ووفاء وصفاء تشرق الشمس فتمر أيام وأيام هي جزء من عمر هذه الحياة على أرض البسيطة التي خلقها الله سبحانه وتعالى من أجل هذا الإنسان لكي يعمرها وينعم بما فيها من هواء وماء وغذاء. وهكذا.. تمر الأيام والناس يكدحون فيها، سعياً في أعمالهم، أو طلباً لأرزاقهم، وهم بين مترف وفقير، وشبعان وجائع، وفرح وترح، ومسرور وحزين.. أيام وأيام.. وهناك شيء مهم يشعر به جمال الإشراقة اليومية - يغفل عنه الكثير - إنها إشراقة السمو الروحي والأخلاقي الملازمين لجانب العبادة الصحيحة لرب الكون عز وجل، والملازمين أيضاً لتعامل الناس مع بعضهم. ذلك السمو الديني الذي يمحو أو يخفف من آلام هذا الصراع الدنيوي المتوتر الذي يعيشه الإنسان على هذا الكوكب المسخر. يغفل الكثير عن معاني تلك الإشراقة الجميلة التي يجب أن تكون في قلب كل مؤمن ليشع بها رحمة وإخاء ومودة وبرا وابتسامة، حيث هي معايير وموازين اساسية للسير في هذه الحياة على الطريق السوي {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. كم هو جميل أن يتأمل الإنسان جمال الإشراقة وصفاءها لتكون مرآة يومه، تبرز ملامح وجهه المعبرة عما في قلبه ليظهر ما يزينه ويطرح ما يشينه. وما أحسنها من إشراقة تلثم فجره الوديع الذي ملأها بأنسام الطلول وعبير الورود. إن الحياة إذا فقدت إشراقة السمو الروحي والاخلاقي فإنها - ولاشك - ستكون مظلمة محزنة، وستتحول إلى غاية يأكل القوي فيها الضعيف دون مبالاة بما يؤول إليه، لأنه فقد مكبح الحزم والأناة. إن الواجب على المسلم أن يفتتح يومه بما أمره الله عز وجل من صلاة ودعاء وذكر، وأمل وتوكل.. وهل هناك شيء أعظم من (الله أكبر). وهل هناك شيء ألذّ من (سبحانه الله وبحمده) كلاَّ واللهِ.. وليتذكر أخي المسلم أن في الحياة من يسايره على هذا المنهج الديني من غير بني جنسه.. وسبحان الله القائل: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.