رفضت إحدى الدور التابعة لإحدى الجمعيات الخيرية بالطائف تحويل فتاة من ضمن من ترعاهم لمستشفى الصحة النفسية بعد سوء حالتها النفسية وكتبت إقرارا على نفسها بتحمل المسؤولية حيال ذلك الرفض عن طريق أخصائية اجتماعية كانت ترافقها لدى تحولها للكشف بمستشفى الملك فيصل بالطائف. وكانت الفتاة (21 عاما) المُحالة أصلاً من دار الخير للإيواء بمكةالمكرمة لدار المحبة التابعة لإحدى الجمعيات الخيرية بالطائف قد هربت من أسرتها بعد تعرضها لعنف من قبل والدها سبب لها حالة نفسية شديدة، حيث لزمت البقاء بالدار لحين إقامة حفل خاص شاركت فيه إلا أنها سقطت منهارة وتعرضت لتشنجات وغيبوبة الأمر الذي أدى لاستدعاء طبيب من مستوصف خاص قريب من الدار ليكشف عليها، وطلب سرعة تحويلها لمستشفى الملك فيصل كونها تحتاج لرعاية طبية خاصة إلا أن المسئولة بالدار رفضت تحويلها ونقلها الأمر الذي أدى لسوء حالتها الصحية وبعد تحركات متواصلة والخوف من أن الموضوع يتشعب تم تسريبه للمسئولين حيث بادر مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة إحسان الطيب بالتحدث مع مسئولات الدار ومعرفة الأمر وأكد على تحويلها للمستشفى وعلى الفور تم نقلها للمستشفى عن طريق باص خاص بالدار برفقة الأخصائية الاجتماعية وإحدى الموظفات حيث تم الكشف عليها من قبل أطباء أكدوا ضرورة تحويلها لمستشفى الصحة النفسية إلا أن الأخصائية رفضت ذلك بعد تلقيها اتصالاً من المسئولات بالدار وكتبت إقرارا بأنها تتحمل المسئولية إزاء عدم تحويلها مُسجل ضمن محضر رسمي بإدارة المستشفى وعلى علم من المسئولين بصحة الطائف حيث تمت إعادة الفتاة للدار دون أن يتم علاجها. ولازالت تُعاني من سوء حالتها وسط التأكيد من قِبل المسئولات بأنهن أدرى بحالتها ويعرفن كيف يتعاملن معها. تقول مديرة دار المحبة بالطائف (عزة الخليدي): نحن نحرص على بنات الدار ونهتم بصحتهن وإذا كانت هناك حالة تستدعي التحويل لن نتأخر في ذلك على الإطلاق فهناك حالات أشرفنا عليها في ساعة متأخرة من الليل وتمت إحالتها، وأشارت إلى أن هذه الفتاة تعرضت لهذه الحالة لأول مرة وقالت: كنا قد أقمنا حفلة خاصة ببنات الدار جميعاً وكلفتنا أكثر من 20.000 ريال من حيث توفير الجوائز والهدايا وتحققت السعادة والفرحة لهن من خلال هذا الحفل، إلا أن هذه الفتاة تعرضت للسقوط من نفسها ولم تكن هناك أي مضايقة لها واكتشفنا بأن السبب يعود إلى أنها كانت نائمة لفترة طويلة جداً في ذلك اليوم ولم تتغذ جيداً الأمر الذي أدخلها في غيبوبة بسيطة فاقت بعدها وسط تدخل الأخصائيات بالدار بعد إيقاف كامل الفقرات الخاصة بالحفل لحين أن تم استدعاء طبيب من مستوصف خاص والذي رأى نقلها لمستشفى الملك فيصل، وبالفعل تم تحويلها برفقة عدد من الموظفات بالدار وكنا نتابع حالتها عن طريق الاتصال عليهن لحين أن طلب الأطباء تحويلها لمستشفى الصحة النفسية، ونعترف بأننا رفضنا ذلك ونحن نتحمل المسئولية كوننا أدرى بوضعها حيث اتضح أنها تعاني من ضعف لا يستوجب تنويمها بمستشفى، وان حصل ذلك فإنه سيزيد من متاعبها وقد تتأزم الحالة لديها حيث ربما تُعطى حبوب مهدئة وقد تدمن عليها ولا تزول عنها الحالة إلا بعد أن تتعاطاها، وربما نرى لاحقاً مدى أثره العميق لذلك أعدناها وهي الآن تتمتع بصحة جيدة وذكرت بأنها تجد رعاية. وأشارت في معرض حديثها ل(الجزيرة) بأن الفتاة لا ترغب في أن تعلم أسرتها عنها وأنها ربما تفكر في الانتحار لو حدث ذلك مُجددةً تأكيدها بعدم التخلي عنها وبذل قصارى الجهد لحل مشكلتها الصحية فيما طالبت فرع وزارة الشؤون الاجتماعية التدخل لحالة الفتاة. مدير إدارة الإعلام والنشر بالشؤون الصحية في الطائف (سعيد بن عبد الله الزهراني) أكد في تصريح ل(الجزيرة) استقبال الفتاة بمستشفى الملك فيصل فور وصول خبر نقلها حيث اجتمعوا الأطباء على حالتها وشددوا على نقلها الفوري والسريع لمستشفى الصحة النفسية كونها تعاني من حالة نفسية حادة وتشنجات يستوجب الكشف عليها وتنويمها حتى تستقر حالتها وعلاجها تحت رعاية متخصصة إلا أنه استغرب رفض الأخصائيات المرافقات لها من قِبل الدار التي نُقلت منها وحاولوا معهم إفهامهم لوضعها الصحي إلا أنهم رفضوا البتة نقلها بعد تجهيز إسعاف خاص ومجهز لنقلها وأنهم طلبوا فقط إعطائها علاجا سريعا وأنهم هم أدرى بحالتها الصحية ويعرفون كيف يتعاملون معها الأمر الذي استوجب كتابة إقرار عليهم بتحمل المسئولية حيال الفتاة التي رفضوا نقلها وعلاجها وتم إعداد محضر رسمي بذلك يُخلي مسئولية المستشفى عما يمكن أن تتعرض له الفتاة أو يحدث لها من تجاهل العناية بحالتها.