يا (طيبةَ) النورِ قد جئنا مُحّينا والشوقُ في أفقنا أمسى يُنادينا جئنا ثراكِ وفينا قد سما ولَهٌ والحبُّ في داخلِ المُهجاتِ يحوينا يا دوحةً قد غدت بالنورِ مُشرقةً طيبي مُنوَّرةً حُسناً وتزيينا يا من غدا حبُّها في القلبِ مُعتمِراً يا منيةَ الروحِ، يا أرضَ المحبينا يا جنَةً أصبحت بالحسنِ زاهيةً والزهرُ في روضها ضمَّ الرياحينا والغصنُ في ظِلّها يختالُ في ألَقٍ والماءُ من فيضها يروي البساتينا جودي بمائكِ يا حسناءَ وابتدري واستدركي لهفةَ الظمآنِ واروينا يا دوحةً جسَّدت بالحبِّ ملحمةً فيها كتبنا إلى الدنيا تآخينا با بسمةً قد بدت في الثَغرِ سامقةً تعلو الشَّفاهَ، وتزهو في أمانينا يا بقعةً قد حوتْ في ظلّها شرفاً قبرَ الرسولِ، وأصحاباً ميامينا ومسجد المصطفى سامٍ بهيبتهِ جلالهُ في المُنى يزهو ويُبهينا صوتُ الأذانِ تهادى من منابِرهِ يُضفي خشوعاً على الآفاقِ يُشجينا وروضةً من رياضِ الخُلدِ دانيةً أريجُها من جِنانِ اللهِ يأتينا وصفوةَ الخلقِ في أرضِ البقيعِ، وما زلنا بأمجادهم نُحيي ليالينا ففيكِ يا يثربَ الأنصارِ مفخرةٌ من قصةِ المجدِ ما يُثري الدواوينا فسائلي الفِكرَ عن بدرٍ وعن أُحدٍ رمزُ البطولاتِ ما زالت تحيّينا وسائلي صفحةَ التاريخِ شامخةً عن الفتوحاتِ، كم أثرتْ معالينا فهذهِ وقعةُ اليرموكِ شاهدةٌ وتلك حِطّينُنا تروي البراهينا