رعى صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء مساء يوم أمس الأول حفل تخريج الدفعة الخامسة عشرة من طلاب كلية المعلمين بالأحساء. وبدأ الحفل الذي أقيم في قاعة المؤتمرات بفندق الأحساء إنتركنتننتال بانطلاق المسيرة الأكاديمية للخريجين، بعدها بدأ الحفل الخطابي بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الخريجين ألقاها الطالب أحمد الشهري. تلا ذلك كلمة كلية المعلمين بالأحساء ألقاها عميد الكلية الدكتور يوسف بن عبد اللطيف الجبر، وقال فيها: لكي يواصل المجتمع مسيرة التقدم فلا بدَّ أن يواصل تجديد التعبئة الشاملة التي تتكفل له بتحقيق الامتزاج المتوازن بين توهج العقل وتوقد الوجدان ويقظة الضمير وصلاح الإرادة من أجل استمرار طاقة الدفع، فالطائرة لا تنفلت من جاذبية الأرض إلا بحشد طاقة كثيفة من أجل الانطلاق، وإن قانون القصور الذاتي ليس محصوراً في الفيزياء، وإنما ينسحب أيضاً على المجتمعات والأفراد؛ فالفرد يبقى غير متعلم حتى يكدح للتعلم، والمجتمع يبقى جامداً حتى يتحفز للنهوض. بعد ذلك ألقى عميد الشؤون التعليمية والبحث العلمي الدكتور عبد الله القحطاني كلمة وكالة الوزارة لكليات المعلمين، وقال فيها: إن ما تشهده هذه الليلة المباركة من تخرُّج دفعة من بناة المستقبل الواعد - بإذن الله - ما هو إلا مشهد من ثمانية عشر مشهداً يتكرر على امتداد صدر هذا الوطن المعطاء من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه في منظومة كليات المعلمين الثماني عشرة، تلك الكليات - يا صاحب السمو - التي حظيت بدعم قيادتنا الرشيدة لتنجح باقتدار في سعودة وتوطين معلمي المرحلة الابتدائية في سائر مدن وقرى وضواحي وطننا الحبيب، كما ساهمت في سد احتياجات وزارة التربية والتعليم لبعض معلمي ما فوق المرحلة الابتدائية؛ كمعلمي الحاسب الآلي للمرحلة الثانوية، ومعلمي اللغة الإنجليزية ومعلمي العلوم للمرحلة المتوسطة. بعد ذلك ألقى راعي الحفل صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود كلمته التي قال فيها: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يسعدني اليوم أن أشارك في هذا الحفل الكريم الذي تقيمه كلية المعلمين في الأحساء لأهنئ إخواننا الطلاب الذين يحصدون في هذه اللحظات السعيدة ثمار مجهوداتهم الكبيرة التي بذلوها خلال السنوات الماضية. لقد تعلمتم أيها الإخوة في صرح علمي له دوره الفاعل والمؤثر في خدمة الوطن وتخريج أجيال واعدة من معلمي المستقبل الذي يؤدون دورهم على خير وجه، ولا شك أن الرسالة التي ستؤدونها في المستقبل رسالة سامية؛ إذ ستتولون - بإذن الله - مسؤولية إعداد أبنائكم الطلاب وتربيتهم تربية سليمة؛ تعلمونهم وتشرفون عليهم وتكسبونهم القيم النبيلة. إن احتفالنا بكم اليوم ضمن اهتمام قيادتنا الرشيدة بإعداد المعلم الإعداد الأمثل؛ لأنه يلعب الدور المؤثر في بناء المجتمعات وتماسكها، ولأنه المنطلق الرئيس لبناء الأمة وتحقيق رخائها الاقتصادي واستقرارها الاجتماعي. إننا نأمل منكم أن تسهموا في النهضة التعليمية التي نعيشها اليوم وتؤكد بلا شك تفاني قيادات هذا الوطن في خدمته والرقي به وتوفير كافة فرص التعليم لأبنائه. ولا يخفى عليكم هذا العطاء والجهد المستمر الذي بذل وما زال يبذل لإنشاء المدارس والجامعات في كافة ربوع الوطن، وذلك إدراكاً من ولاة الأمر أن الاستثمار الحقيقي لا يكون إلا في إنسان متعلم مثقف، ولا تطلُّع لمستقبل واعد إلا بهذا الإنسان. هنيئاً لكم أيها الإخوة يوم جائزتكم، وأخص أولياء أموركم الذين سهروا وكافحوا من أجلكم، فلهم كل التحيات الطيبة. وختاماً، أهنئ سعادة عميد الكلية الدكتور يوسف بن عبد اللطيف الجبر وكافة منسوبي الكلية على جهودهم الصادقة التي يبذلونها من أجل تخريج أجيال واعدة من أبناء هذا الوطن. تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح، وأن يحفظ الله لبلادنا الغالية ما تنعم به من أمن ورخاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وفي ختام الحفل قدَّم صاحب السمو محافظ الأحساء شهادات التهنئة للخريجين، كما قدَّم عميد الكلية د. يوسف الجبر هدية تذكارية لسمو محافظ الأحساء.