هكذا بريدة التي برزت من بين مدن المملكة برجالها (بدون النقص من رجالات المدن الأخرى) فكانت الساعد الأيمن لحكومتنا الرشيدة ووفية لحكامها وأمرائها وفاء الأبناء لوالدهم، فعلى تلك الخصال ربتنا مدينتنا بعد آبائنا الذين شهد لهم قادتنا الأوفياء بأن أبناء القصيم القلب النابض لمملكتنا الفتية، وهم كذلك أبناؤها فكلما غاب قمر من هذه المدينة، وهذه المنطقة بزغ هلال يعود ليكون قمرا مضيئا في هذه المنطقة، فبالأمس القريب فقدت بريدة ركنين من أركانها وأعمدة من أعمدتها، وواجهة من واجهاتها وهما الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز المشيقح، والشيخ صالح بن عبدالله السلمان اللذين أرجو من الله عز وجل ان يغفر لهما ويسكنهما فسيح جناته، وأن يرفع درجاتهما في عليين، وأن يجعل في خلفهما خيرا لهما في الدنيا والآخرة نظير ما قدماه من خدمات جليلة لمدينتنا الغالية، فقد نذرا نفسيهما لخدمة هذه المدينة خصوصاً والمنطقة عموماً، فهناك من القطبين الرأي السديد والشيخ المهيب والمنطق المتزن والحكيم، وكذلك البشاشة والكرم والتواضع، وكلاهما يحملان حسن الخلق الرفيع فقد عرفت هذين الشيخين في الحل والترحال يقدمان مصلحة مدينتنا ومنطقتنا على مصالحهم الخاصة، بل وعلى حساب صحتهما، فكلاهما توفاه الله عز وجل بعد فترة وجيزة جدا من ذهابهما لعمل يخص الجميع ومتابعة لأعمال تهم غيرهما فأحدهما وهو الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز المشيقح ذهب الى مقام خادم الحرمين الشريفين وبعض الوزارات الحكومية، وهو يعتصر الألم لطلب بعض المشاريع التي تخص مدينتنا ومنطقتنا بشكل عام، وأما الشيخ صالح بن عبدالله السلمان- رحمهما الله جميعا- فقد كان يتابع ويتصل من مكان علاجه في ألمانيا والمقام ليس بمقام حصرلأعمالهم فهي تحتاج الى كتاب وصفحات، وبالرغم من مشاغلهما الخاصة إلا أنهما لا يألوان جهدا في بذل ما آتاهما الله من الجاه لنفع الآخرين، وتقديم العون لهم، وكذلك بالرغم من الارتباطات الكبيرة والأعمال الكثيرة فلم تشغلهم عن تربية ابنائهم الذين يتضح للجميع من تعاملهم صلاحهم واكتمال أخلاقهم وهذا دليل على صلاح النية (كذلك نحسبهم) ففيها صلاح الأعمال والأبناء الذين نرجو من الله أن يثبتهم عليها وأن يسيروا على درب آبائهم، وليعذرني الجميع فلست بالكاتب الكبير والمتمرس، ولكنها كلمات خرجت تسابق العبرات، فمصاب مدينتنا كبير تغمد الله الجميع بواسع رحمته ولا نقول(إلا إنا لله وإنا إليه راجعون)، وأخيراً أرجو من الله عز وجل ان يعين ويوفق رفاق دربهم من وجهاء المدينة والمنطقة على الأمانة التي تحملوها بعد هما فنحسبهم جميعا أهلا للعمل والبذل والعطاء والرأي السديد والوقف كما سلفهم صف واحد خلف حكومتنا الرشيدة، ونحن بدورنا نجدد العهد والولاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالسمع والطاعة والإخلاص في اليسر والعسر والمنشط والمكره مبتدئين بأميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعاً.