حينما يكون للإبداع أرض.. وللثقافة وطن.. وللكلمة الجميلة عنوان... وحينما يكون للوعي والنضج الفكري وللنظرة الثاقبة بعيدة المدى دلالة.. 7وللشاعرية والإحساس اسم وأصل... يبرز لنا الأديب المبدع والكاتب المتميز (د. غازي القصيبي) ومن يوازي جمال كلمة الغازي وسحرها؟ فقد استطاع د. غازي بن عبدالرحمن القصيبي من خلال مسيرته الأدبية والإصلاحية أن يفوز ويجمع حب عدد هائل من الناس، من مختلف الجنسيات والأعمار والمستويات الثقافية في أرض إبداعه وتألقه، وفي وطن ثقافته وعلمه الواسع، يجوبون مساحات أدبه ويتمتعون بجمالها، ويكتشفون أسرار هذه الأرض الخصبة المهيأة لزراعة الكلمة الجميلة المؤثرة في نفوس القارئين، وقبل أن يكون أبو سهيل شاعراً متميزاً وروائياً محترفاً، ووزيراً أو سفيراً ناجحاً، فهو إنسان يتمتع بصفات وسجايا حميدة، ولعل أبرز هذه الصفات هي التواضع والشفافية والعفوية المطلقة ودماثة الأخلاق، فهو السهل الممتنع والقريب البعيد والغائب الحاضر. ولا شك أن الأدباء المبدعين يقدّرون أدب غازي الرصين، وفكره المتزن وشخصيته الفريدة، وشاعريته الفياضة وأسلوبه الذي لا يُجارى أو يُبارى. فعندما يقع كتاب يحمل توقيع غازي القصيبي في يد القارئ فإنه يجد نفسه يغوص في يم واسع وعميق وعذب من الكلمات والتعابير الوجدانية المشعة بالصفاء والنقاء. وحينما نستعرض مسيرة أبي يارا العطرة نجدها قد أسهمت في تنوير المجتمع وزيادة ثقافته والانتقال به إلى عالم متطور متقدم في جميع المجالات والميادين. فلا أحد ينكر جهوده الواسعة المبذولة في مجال الإصلاح والارتقاء بالمجتمع، وآراءه التي تدور في فلك التنمية، حيث كانت مصلحة الوطن دائماً لديه فوق كل اعتبار، لها يسعى ومن أجلها يسهر ويتحمل ردود أفعال المعارضين لبعض آرائه وأفكاره، ولكنه كان يرد عليهم بنتائج قراراته وتوصياته المبهرة التي هي نتاج قدرة عالية على اتخاذ القرار الجاد الذي ينم عن وعي وحنكة، وقد كان في ذلك (كشجرة الصندل تعطر الفأس التي تقطعها). فهذا الكاتب والشاعر المبدع شغل اهتمام الكثير من الكتاب والأدباء والنقاد الذين أقروا له بتلك المكانة الريادية من خلال نقدهم ودراساتهم عنه وعن أدبه وإنتاجه، فهو من بين الأدباء والمفكرين السعوديين الذين هيأتهم الحياة ومنحتهم القدرة كي يساهموا في خدمة مجتمعهم ويستشرفوا لشعوبهم تلك الآفاق المشرقة. والمتتبع المنصف لسيرة غازي القصيبي وتقلّبه في عدة مناصب قيادية يدرك أن القيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية تثق كل الثقة في إمكانات وقدرات الدكتور غازي القصيبي الذي أثبت نجاحه في كل المهام والمسؤوليات التي أوكلت إليه ولا يزال كذلك. هذه السطور هي مشاعر صادقة محبة ممزوجة بالإعزاز والفخر بهذه الأرض وهذا الوطن وهذا الكاتب والشاعر ورجل الدولة السعودي الدكتور غازي القصيبي.