جاءت عبارة (يكفي) شعارا للحملة المرورية الأخيرة تعبيراً عن مرارة المرور ورجاله حول حوادث السرعة وقطع الإشارة التي تمثّل نسبة 60% من الحوادث. لقد طبق المرور وعبر عقود عدة مكافحة قطع الإشارة.. السرعة.. عكس السير والفحص الدوري وعدم الحصول على رخصة قيادة والتجاوز والوقوف الممنوع ونحو ذلك من الممنوعات بالمخالفات المادية تارة وهي مخالفات متواضعة، ثم تارة بتوقيف السائق.. وأخيراً بلغ السيل الزبى حيث لا فائدة وكأن المرور ينفخ في قربة مشقوقة رغم ارتفاع عدد الضحايا البشرية. وامتلأت ورش محلات التشليح ببقايا السيارات التالفة نتيجة الحوادث.. وأخيراً قال المرور عبارته (يكفي) بذات الألم والمرارة.. يكفي حوادث.. يكفي ذهاب الأرواح.. يكفي ذهاب هذه الممتلكات.. يكفي استهتار.. أي خلاص يا عالم. وأقول لرجال المرور: إن تطبيق المخالفات المادية المتواضعة جداً لا تكفي.. ولا بد من استصدار قرار برفع غرامة قطع الإشارة إلى أعلى سقف، وكذلك السرعة، مع إعادة النظر في مستوى مدارس قيادة السيارات مع أخذ التعهد الصارم على السائق بأنه في حالة تكرار ذلك مرة أخرى سيتم مصادرة السيارة مهما كانت قيمة هذه المركبة. وأركز مرة أخرى بتشديد الاجراءات والاختبارات والسلامة في مدارس قيادة السيارات. وبهذه المناسبة تحضرني قصة حوار دار بين اللواء عبدالغني بن عبدالهادي فقيه عندما كان مديراً للمرور ومواطن رسب مرات عدة في اختبار القيادة قائلاً له: سأمنحك رخصة قيادة دون اختبار شريطة أن تعلم أنك عند القيادة العاقل الوحيد في المدينة حتى تستطيع تلاشي جميع الأخطاء المرورية. إن لنا اليوم في اهتمام وزارة الداخلية والأمن العام بقيادة الفريق سعيد القحطاني ووعي اللواء فهد بن سعود البشر مدير عام المرور وفقهما الله وأعانهما القدوة في القضاء على هذه المخالفات الشاذة التي تقلق الحكومة والشعب.