بدت جامعتنا الحبيبة جامعة الملك سعود خلال الأيام الماضية في أجمل حلة وأبهى ثوب احتفاء بمرور خمسين عاماً على إنشائها. لن أتكلم من خلال هذه السطور عن جهود المخلصين في هذه الجامعة وفي مقدمتهم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله الفيصل، فما أبهر أعيننا وما أثلج صدورنا يكفي للتعبير، وما بدت عليه المدينة الجامعية مساء الأحد وكأنها عروس ليلة زفافها يجعلنا نقف اعتزازاً وفخراً بهذا الصرح الشامخ والمعلم التاريخي والجامعة العريقة ومنهل العلم والتعليم الأول في تاريخ بلادنا الحبيبة. ولكن ما دفعني للإدلاء بدلوي ثلاثة أمور في غاية الأهمية: أولها: مازاد جامعتنا الحبيبة تألقاً واعتزازاً وفخراً أن شاركها قائد الأمة هذه الذكرى الخمسينية فتشريف خادم الحرمين الشريفين لجامعتنا العريقة تشريف لنا وشرف لجامعتنا، وتواجده الأبوي بين أبنائه وإخوانه من طلاب ومنسوبي جامعة الملك سعود كان له عظيم الأثر في نفوسهم. وهذا ما اعتدناه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي عودنا مشاركة أبناء وطنه في جميع مناسباتهم، لا سيما المناسبات العلمية التي تبرهن على حرصه العميق على العلم والتعليم. ثانيها: الحشد الكبير من المسؤولين وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والمتقاعدين وأيضاً ما ازدانت به المدرجات من حضور أبنائنا الطلاب وقد ترجم لنا ذلك عظيم التلاحم بين القيادة والشعب. ثالثها: تكريم شخصيات ووجوه طيبة طالما شدنا الحنين والشوق إلى طلتها، فحان الوقت لتحتفي بهم جامعتهم التي على سواعدهم كان نموها وعطاؤها وتميزها وإبداعها. ومن تلك الشخصيات، شخصية طالما انتظرنا تكريمها من خلال كل موقع تقلده، فهي بحق شخصية متميزة مبدعة تجمع داخلها شخصيات عدة. أطلق عليها أكثر من لقب فهو رجل العلم والأدب، وهو رجل النزاهة وعفة النفس، وأخيراً لقبت بوزير الوزارات، حيث يكلف بأكثر من وزارة وينتقل بينها دون كلل أو ملل شعاره الأمانة والإخلاص والنزاهة، ورغم الأعباء المنوطة به إلا أن الابتسامة لا تغيب عن ملامحه وهو يردد (هذا واجبنا)، لا يكف عن العمل وحمل المعاملات معه أينما ذهب وأينما حل، حتى وهو على السرير الأبيض، فالمرض لا يمنعه عن العمل ومراعاة المصالح العامة؛ فهذا - كما يقول - (واجبنا). فرغم ظروفه الصحية والإعياء البادي على ملامحه وإن كان يخفيه بابتسامته المعتادة، إلا أن شعوره الوطني دفعه إلى مشاركة الجامعة التي دلفها كأول دكتور سعودي تولى إدارتها، فكان أول مدير سعودي لجامعة الرياض (آنذاك)، وبهمة الشباب وسواعد الرجل ومحبة الوطن كان الدكتور عبدالعزيز الخويطر يرى لبنات الجامعة لبنة لبنة حتى سارت بخطى ثابتة نحو التقدم والرقي ثم أتاح المجال لمن يكمل المشوار بعده، أما معاليه فظل يخدم وطنه حتى وقتنا هذا (أمد الله في عمره) من خلال عدة مناصب قيادية في الدولة، آخرها وزير الدولة حفظك الله (أبا محمد) وثبتك على ما أنت عليه من الطاعة لله ولقادة البلاد، وما تتحلى به من نزاهة وأمانة وإخلاص وتفان وحب الوطن.ودعواتنا الصادقة لمعاليكم يا دكتور عبدالعزيز الخويطر أن يلبسكم الله ثوب الصحة والعافية الدائمة، وأن يمد في عمركم بالعمل الصالح.وهنيئاً لكم ولزملائكم هذا التكريم.