السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبذا لو نتناول قضايانا وقضايا المرأة بالذات من منطلق مبادئنا فما نحن بأمة تائهة تتحكم الأهواء فينا ومحدودية الزاوية أو تبعية جحر الضب والإعجاب بأنظمة بنيت على شفا جرف هار، إن لنا بنيانا أسس على تقوى من الله وعليه نناقش قضايانا ونعالجها بحكمة لا بعاطفة تميل عن الصواب وتجرف نحو التحامل على من لا يوافقنا حتى ولو كان على الحق المبين!. وممن يتناول قضايا المرأة كثيرا الكاتبة أميمة الخميس. فلتسمح بمناقشة مقالها الذي نشر في العدد 12267 بعنوان: (هل من ضوء في نهاية نفق النهضة؟) ولتتسع الصدور للآراء للوصول إلى الحق الذي نتفق على أنه لا يمكن أن يكون إلا فيما يوافق شرع الله. قالت الكاتبة بعد أن أشارت إلى ما تعرضت له المرأة في حادثة نفق النهضة: (..... فلنبدأ بالشوارع التي باتت النساء مؤخراً تتريض بها وتمارس حقها في الأماكن العامة، وحيث هناك دوما من يترصد بهذا التواجد إما عبر سيارات محتشدة بالصبية يزعجون النساء ويؤذونهن عبر الهتاف والصراخ والأغاني المرتفعة،. مقابل جهات أخرى تصرخ في نفس النساء أنفسهن بالتحشم والاستتار والنكوص إلى البيت). على رسلك يا أخت أميمة، فما يحدث للمرأة وما تتعرض له من مضايقات في الأماكن العامة وإن كان مرفوضاً كل الرفض إلا أنه ناتج طبيعي، الدور الأكبر فيه للمرأة إذ ما كان ليحدث أبداً لولا مخالفتها: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}وخروجها من بيتها لتدخل (أنفاقا) مظلمة وما يلازم ذلك الخروج - وتلك هي المصيبة - من فتنة التزين وما كانت لتتعرض للأذى عند الخروج لضرورة لو التزمت آدابه وضوابطه وامتثلت أمر مولاها: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}إن كثيرا من النسوة اللاتي يخرجن يرتكبن الكثير من المحظورات التي شدد الشرع عليها من التهاون بالحجاب الشرعي وإبداء الزينة {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}وما يسمى ب (مكياج السوق)... قطع من الفتن المتنقلة تعرض في طريق ذئاب مترصدة متربصة نلومها وحدها حين تتعاوى وتنقض عليها في الأنفاق أوفي غيرها!! ونتذمر وبشدة من فئة تقف سدا منيعا بإذن الله في وجوه المنكرات والفتن لا (مترصدة تصرخ) !! إنما محتسبة تدعو وتصلح، فئة امتدحها الله: {..وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وأثنى عليها لقيامها بما أوجب: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ..} حماية للمجتمع من أن يحل به سخط الله كما حل بمن: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}تلك الفئة تغار على المرأة وتنأى بها عن مواطن الردى ومسببات الفتنة إيماناً بقول من لا ينطق عن الهوى: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء) لا إقصاء ولا ثقافة: (..تكرس دونية هذا المخلوق وعجزه) !! وإن كان عجز المرأة وقصورها فطري: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} و: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ..}تلك فطرة من يخلق ويختار وسنته سبحانه لا تبديل ولا اعتراض. وأما الدونية فما هي إلا عقدة في نفوس (بعضهن) يحسبن علاجها الخروج ويرين كمال إنسانية المرأة باقتحام الأماكن العامة ومزاحمة الرجال في أعمال هم لم يجدوا فيها فرص التوظيف، أوالخوض في مجالات قد لا تحسنها أو لا تتلاءم مع طبيعتها وقدراتها!! فمكان المرأة وأصل عملها بيتها ف (المرأة راعية في بيتها) لا جدال ولا تأويل فما هو بأمر مجتمع يريد إقصاءها أو يرفض فكرة خروجها، وما هي في بيتها عاطل فكم من امرأة قدمت لمجتمعها وهي بين جدران بيتها ما عجزت عنه كثير من بنات جنسها خارج بيوتهن وحققت ما لم يستطع تحقيقه كثير من الرجال في التربية وإعداد الأجيال، ولعلها بذلك خير من تلك التي تخلت عن مسؤوليتها الأولى، وتنازلت عن بيتها ل (امرأة !!) مستأجرة، وألقت بصغارها في أحضان (أم) مستوردة !! نعم قد يكون عملها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنه، بل يوجب الشرع عليها القيام به منعا للاختلاط كتعليم وتمريض بنات جنسها وما يخصهن. لكن... ما بالها تُوضع في أقسام الاستقبال للمراكز والخدمات؟! أو أداة (جذب) لترويج بضاعة الإعلام ووسيلة إغراء مبتذلة لنيل رضا المشاهدين وإعجابهم (ببث) فتنتها عبر الفضاء أو على أغلفة المجلات وبالإصرار على قيامها بإجراء اللقاءات مع الذكور والرد على المتصلين بدلال وخضوع في القول!! بل كيف يُزج بذلك المخلوق الرقيق الضعيف بين القذائف والدماء والأشلاء و.... بكامل زينتها مراسلة للفضائيات!! أمن قلة في الرجال؟! أم تبعية وتقليد...؟!! أخيرا.. للأخت أميمة. أقول: إن كنت ترين (حادثة النهضة) كما قلت: (... مرآة عاكسة حددت تماما حقيقة وأبعاد المكان الذي تقبع فيه المرأة لدينا والحيز الذي تتحرك به ومن خلاله) فهل لنا أن نعرف منك حقيقة المكان الذي (تتربع)! عليه المرأة في مجتمعات (الحرية) وكم هي نسبة اللاتي (لم) يتعرضن لاعتداءات وخطف واغتصاب وإهانة؟ وهل يا ترى سلمت المرأة من تحرشاتهم بها واستغلالهم لها في مواقع العمل!! يحيى بن محمد الغفيلي - الرس