المدخل: بمناسبة زيارة سمو الأمير سلطان - رعاه الله - لمنطقة القصيم تواصلاً للخير في مملكة لا تزال للخير موطناً وموئلاً..... البداية: ... أما الرجال... فلهم في ذاكرة الزمان والمكان دلالات ليس لها إلا أن تبقى أثراً وتأثيراً إن يكونوا مختلفين في مثل إهابه وهيبته طيباً وسماح خلق... فهو - لعمر الله - مختلف حد الاختلاف..... أعرفه... بل أعرفه جيداً... كما يعرفه كل أبناء هذا الوطن.... منذ كنا صغاراً.... في صورته... وابتسامته.... في حديث البدو في صحرائهم.... والعجائز في دعوات الصلوات.... والشيوخ في صلوات الخلوات.... في اليتيم ذي الدمعة الحرّى..... والعاجز في لحظات الحاجة.... وذلك المتعفف في طلبه.... حين كان للجميع بعد مولاهم.... جابر العثرة.... وكافي الحاجة.... عوناً للملهوف.... وبلاغاً للطالب.... قصداً للمحتاج.... وملاذاً للمأزوم.... وكفاء للمستزيد.... بلا منّ ولا أذى.... * * * وأسمع عنه.... كثيراً كثيراً.... في حديث المجالس..... وروايات المحدثين.... شيئاً يشبه الخيالات.... وأساطير الحكايات..... وفرسان الزمن القديم..... أسمع عن الرجل المختلف.... وجابر عثرات الكرام.... عن المذهب المحمود.... والمنهل المورود..... وعن بشاشة اللقاء.... ورحمة الوالد.... وشفقة الأخ الناصح.... * * * وأدري منه مثل ما تعلمون.... حديثاً ليس ينكره بشر.... في ثنايا صفحات منشورات.... وقصص متواترات.... وأخباراً لا تكاد تنتهي.... عن طفل أعاد له بسمته.... ومريض تكفل بعلاجه..... ومحتاج سدّ حاجته.... عن الرقاب المعتقة.... والديون المتحملة.... والحاجات المقضية.... * * * وأدرك جزماً.... أن ما ندريه عنه.... قليل مما يخفيه.... بذلاً لا يعلم عنه أحد.... خفاء يبتغي به مثوبة مولاه.... وأبلغ الرجل في خفاء البذل.... لكن الركبان أبت.... فسارت بأخباره.... وطارت بأذكاره.... فحدثتنا عن أنبائه.... فلم يعد للجميع حديث.... إلا عن تلك المكرمات.... المتواردات.... المتتاليات.... المتوافرات..... * * * حتى إنا - أيها السادة - قد علمنا.... فيما علمناه عنه.... أنه ما صار يستجيب للحاجات حين تطلب. بل يسعى لأصحابها وإن لم يقصدوه.... كمال بذل... ومغنم أجر.... ومبتغى مثوبة.... فإن سأل عنه سائل.... فله أن يفعل.... لكنا لن نجيبه عنه.... بل سوف تخبره عن الرجل.... ضحكات تلت بكاءً.... وكفاف أعقب ضنكاً.... وشفاء أتى على سقم.... وري بعد ظمأ.... على يده وبفضله بعد فضل مولاه.... ذلكم هو الرجل.... الباذل العامل..... المؤمل لثواب ربه.... الساعي في حاجة غيره.... صاحب اليد الطولي.... والنعم التي لا تكاد تنتهي.... فهنيئاً لنا به.... وهنيئاً له نفسه الطيبة.... وبشرى له ذكر ربه والناس.... * * * حدثتكم عنه حديثاً وعيته.... وهممت بالمزيد.... لكني علمت منه رغبة في البذل دون حمد إلا من منعم النعم جل في عُلاه.... لكني رأيت حقاً لا بد من وفائه.... وكمالاً لا بد من ذكره.... وسداداً لا بد من وصفه.... وقد علمنا قديماً فيما نعلم.... أنه إنما يحمد الفضل لأهله أهله.... فحمدنا لربنا أن كان فينا مثاله.... وحمدنا له يده على عباد ربه.... فاللهم بلغ له من أمره يُسرا.... وسدد له رأياً وأمراً.... وأبقه يداً باذلة.... ونفساً راضية... ولياً لعهد إمامنا.... وعضداً لأخيه الملك العادل.... وعوناً لمليكه على طاعتك.... وسدِّد له النية والعمل والقصد.... بقي - فقط - أن أخبركم من يكون.... إنه الرجل الاستثناء.... المختلف.... المتميز المميز أبداً أبداً.... سلطان بن عبدالعزيز.... الرجل المختلف بكل المقاييس.... ببساطة.... إنه الرجل.... سلطان.... إلا أنه مختلف....