ولد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز في مدينة الرياض في 5-10-1354ه. وتربى في قصر والده في الرياض، وتلقى تعليمه الشرعي على أيدي كبار العلماء والمشايخ، كما زادت حصيلته العلمية والثقافية بالاطلاع في شتى جوانب المعرفة. أما التعليم النظامي فقد تلقاه في مدارس الرياض على يد كبار المعلمين في ذلك الوقت.وقد أهلته تربيته الدينية والعلمية واطلاعه الخاص لأن يكون وجهاً ثقافياً مميزاً، واسع الاطلاع في شؤون السياسة والاتجاهات الدولية. وهو يقرأ كثيراً وله ذاكرة قوية جدا، ويعد حجة في تاريخ المملكة العربية السعودية، ومرجعاً لأسرة آل سعود في شؤونهم كافة. عمل في إمارة الرياض وأمضى فيها زهرة شبابه منذ حوالي خمسين عاماً يباهي بها أرقى عواصم العالم؛ كما كانت له الباع الطولى في العمل الإنساني، حيث كانت الرياض مركز نشاط خيري داخلي وخارجي يشرف عليه بنفسه. ومع أن التطور من السمات الطبيعية لكل البلاد، إلا أن مدينة الرياض سبقت عصرها بسنوات، بل فاق تطورها كل تخيل، حتى أن من رآها قبل بضع سنوات ثم رآها مرة أخرى يكاد لا يعرفها. فقد سهر الليالي لخدمة هذه المدينة وسكانها. وزاد اهتمامه بالرياض عند انتقال الوزارات والسفارات إليها حيث خطط لها حيّاً نموذجياً جديداً يحمل نمط البناء المعماري الأصيل النابع من بيئة هذه البلاد حتى أصبح هذا الحي معلماً بارزاً من معالم المدينة. وعندما ضاقت جامعة الملك سعود بسبب كثرة الطلبة الملتحقين بها، والإقبال عليها جاءت فكرة إنشاء مدينة أكاديمية كبيرة في منطقة مهمة في مدينة الرياض، كما كان له دور رائد في إنشاء المدينة الجامعية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وفي مجال المشروعات الصحية كان الأمير سلمان حريصاً على إقامة المستشفيات فقد انتشرت المشروعات الصحية من مستشفيات عامة ومتخصصة ومستوصفات وغيرها في أنحاء مدينة الرياض. كنت أتابع ما كتب عن أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز واستمع لخطبه الارتجالية وألمس فيها الحس الأدبي الرصين إلى جانب هندسته لكل كلمة ينبس بها، فهو الخطيب المفوه لا تمل الاستماع إليه.وعلى الرغم من أنه صاحب سطوة وسلطة وقوة فالجميع يراه يتفاعل مع الناس في تواضع جم وأخلاق عالية وهي أخلاق كل من تخرج في مدرسة عبد العزيز طيب الله ثراه. ودلائل طيبة هذه الأسرة الكريمة المباركة في كل عمل رسمي أو حكومي أو إنساني فوق الحصر. [email protected]