السكري يصيب20% من مواطني الخليج

أربعة أنواع للمرض أكثرها انتشاراً غير المعتمد على الأنسولين

يصاب الإنسان بالسكري نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين أو إفرازه بكميات غير كافية أو غير فعالة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم، وهذا يؤكد ما أوضحته اللجنة الخليجية لمكافحة داء السكري إن معدلاته في تزايد مطرد نتيجة للزيادة في معدلات الإصابة بعوامل الخطورة، فهناك ارتفاع حاد في معدلات السمنة في المجتمع الخليجي وإن هذه المعدلات توضح بصورة جلية أن أكثر من50% من المجتمع الخليجي يعاني ارتفاع معدلات الوزن بما يصاحبها من أمراض على رأسها داء السكري.
كما أن نسبة السمنة وزيادة الوزن تزيد مضاعفات ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون وبالتالي الإصابة أيضا بأمراض القلب الوعائية...
ارتفعت نسبة مرض السكري في المملكة العربية السعودية من2.2% في منتصف السبعينيات إلى 4.9% بعد عشر سنوات ثم لتصل إلى 12.3% في منتصف التسعينيات وقد تكون النسبة أكبر مع إطلالة عام 2006م.
وحول هذه الداء نستضيف الدكتور زكريا الدويك استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف.
* متى يقال إن هذا الشخص مصاب بالداء السكري؟
يعتمد التشخيص على قياس نسبة السكر في الدم، ويقال إن هذا الإنسان البالغ (غير الحوامل) مصاب بداء السكري إذا كانت:
1 نسبة السكر في عينة عشوائية أعلى من200 مغ/100 مل أو دسل (11.1 مل مول/ لتر) مع وجود أعراض وصفية للسكري مثل كثرة التبول وكثرة العطش ونقص الوزن السريع.
2 نسبة السكر بالدم على الريق (صائم) لأكثر من مرة أعلى من 126مغ/ 100 مل أو دسل (7 مل مول/ لتر).
* هل مريض السكري يعتبر إنسانا طبيعيا وهل المرض معد؟
مريض السكري إنسان طبيعي يستطيع العمل والزواج وهذا المرض غير معد ولكن يجب المحافظة على الحمية الغذائية.
* ما مدى انتشاره؟
مرض السكري مرض عالمي يصيب كافة الفئات والأعمار ويزداد مع التطوير المصاحب لتغيير أساليب الحياة والغذاء اليومي ولذلك تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتضاعف عدد المصابين بمرض البول السكري إلى 239 مليون شخص بحلول عام2010م.
1 ما هي أعراض داء السكري المبكرة؟
هناك عدة أعراض يجب الانتباه إليها وهي كثرة التبول والعطش الزائد والضعف والفتور واستحكاك الشرج وأعضاء التناسل وبالذات أسفل الخصيتين وكثرة ظهور الدمامل والخراريج وضعف الميل الجنسي عند الذكور وضعف انتصاب العضو الذكري والتنميل في بعض الأطراف وجفاف الفم.
هناك أربعة أنواع للسكري يختلف كل منها عن الآخر في الأسباب وطرق العلاج:
النوع الأول: السكري المعتمد على الأنسولين، وتشكل نسبة الإصابة به10% من حالات الإصابة بالسكري، وهذا النوع من السكري يحدث في سن مبكرة أثناء مرحلة الطفولة والبلوغ، ويتميز هذا النوع بعجز كامل في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وكنتيجة لهذا الأمر يحتاج المصاب المعالجة بحقن الأنسولين يوميا مع برنامج غذائي متوازن.
النوع الثاني: السكري غير المعتمد على الإنسولين، وهذا النوع هو الأكثر شيوعا حيث إن نسبة الإصابة به تشكل حوالي90% من حالات الإصابة بالسكري ويحدث بعد سن 35سنة، ويتميز هذا النوع بنقص فاعلية الأنسولين بحيث لا يكفي لتخفيض السكر في الدم ناتج بسبب مقاومة عالية في مستقبلات الأنسولين الموجودة على سطح الخلايا أو نقص في عددها.
تصاحب السمنة غالبية المصابين بهذا النوع وتكفي الحمية الغذائية وتخفيف الوزن لعلاجه في بعض الحالات بينما يحتاج البعض الآخر الأدوية المخفضة للسكر والتي تعمل على تحفيز البنكرياس لإنتاج كمية أكبر من الأنسولين.
النوع الثالث: سكري الحمل ويصيب الحوامل بين الأسبوع 2428 من الحمل ويختفي بعد الولادة غالبا من أسبابه السمنة إنجاب طفل وزنه أكثر من 4 كيلو جرام
النوع الرابع: السكري الخاص
يكون مصاحبا لأمراض أخرى أو ناتج عن استعمال بعض الأدوية ويختفي بعد علاج المرض الرئيس أو التوقف عن استعمال الأدوية المسببة للسكر.
* ما هي مضاعفات داء السكري؟
1 الالتهابات التي تصيب الجلد واللثة والمسالك البولية وإلى مضاعفات قد تسبب على المدى البعيد أمراضا في جميع أعضاء الجسم وخصوصا.
2الأعصاب: يؤدي عدم التحكم في مستوى السكر في الدم إلى فقدان الإحساس في الأطراف مما يؤدي إلى تقرحات والتهابات بالأصابع والأطراف وضعف في العضلات.
3 العيون: يؤثر ارتفاع السكر في الدم على العدسة والشبكية وتكون المياه البيضاء في العدسة حيث يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.
4 الكلى مما يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى عدم قدرة الكلى على القيام بوظائفها مثل تصفية الدم والتخلص من المواد الضارة والأملاح الزائدة وقد يؤدي إلى قصور الكلى.
* كيفية علاج مريض السكري؟
هناك ثلاثة عوامل رئيسة في معالجة مريض السكري:
* النظام الغذائي
* النظام الرياضي
* النظام الدوائي
النظام الغذائي هو الخطوة الأولى والأساسية للسيطرة على سكر الدم. وللاستفادة من هذا النظام يجب اتباع التعليمات التالية:
الانتظام في تناول وجبات الطعام في مواعيدها المحددة بحيث تكون ثلاث وجبات أو أكثر موزعة طيلة النهار ومن الأفضل احتواؤها على الفاكهة والخضراوات.
يجب أن يكون الطعام المتناول متساويا حيث يحتوي على الكميات الغذائية من الدهون والبروتينات والنشويات والفيتامينات والمعادن وتجنب تناول الأطعمة المركزة بالسكر
يمكن تناول المشروبات التالية حسب الرغبة بدون إضافة السكر (شاي، قهوة، بابونج، يانسون، دايت كولا.
ويمكن استعمال المحليات الصناعية مثل (سويتام أو الكاندريل) بدل السكر العادي والبهارات حسب الرغبة.
النظام الرياضي: رياضة المشي تقوي عضلة القلب وتساعد على انخفاض نسبة الدهون في الدم, يفضل اختيار التمارين الرياضية التي تكون ملائمة وغير مكلفة وغير مجهدة، بحيث تكون بحاجة إلى مجهود عضلي متوسط وديناميكية بحيث تتحرك فيها جميع عضلات الجسم مثل المشي والهرولة والسباحة نصف ساعة إلى ساعة يوميا.
إن النظام الرياضي مفعوله مثل الأنسولين على سكر الدم، حيث إن التمارين الرياضية المنتظمة تساعد على خفض سكر الدم، كما أن التمارين الرياضية تساعد على التخلص من الوزن الزائد وتنشيط الدورة الدموية إذا لم تتم السيطرة على ارتفاع سكر الدم عن طريق النظام الغذائي، بالإضافة إلى النشاط الحركي وإزالة الوزن الزائد، عندئذ لا بد من اللجوء إلى الدواء سواء كان على شكل أقراص أو حقن أنسولين.
1 العلاج بواسطة الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم: وتعطى للمرضى من النوع الثاني فقط
أ أدوية تساعد على تحريض البنكرياس لإفراز مادة الأنسولين.
ب أدوية تساعد على إدخال السكر إلى خلايا الجسم وتقلل من مقاومة الأنسولين.
ج أدوية تمنع امتصاص السكر من الأمعاء.
2 العلاج بواسطة حقن الأنسولين: تعطى للمرضى من النوع الأول, سكري الحمل, مرضى الفشل الكلوي النوع الثاني تصنف حقن الأنسولين وفقا لسرعة فعاليتها ومدة تأثيرها، ولكل نوع استخداماته الخاصة وفقا لحالة المريض وحاجته من الأنسولين.
* متي يكون السكر منتظما ومتى يكون غير منتظم؟
تكون نسبة السكر صائما70130 ملغ/ دل وساعتين بعد الأكل أقل من 180ملغم/دل ونسبة الهيموجلوبين السكري أقل من7% ويكون غير منتظم إذا كانت نسبة السكر صائما أكثر من130ملغم/ دل وساعتين بعد الأكل اكثر من180ملغم/دل ونسبة الهيموجلوبين السكري أكثر من 7%.
* كيف يمكن متابعة السكر في الجسم؟
عن طريق عينة دم ويتم فحصها في المختبر أو عن طريق جهاز قراءة السكر ولا يستطيع الإنسان متابعة السكر عن طريق فحص البول.
* كيف يتم الوقاية من مرض السكري؟
طرق الوقاية من داء السكري واضحة فهي مكافحة السمنة وذلك بتنظيم الأكل ومزاولة الرياضة وخاصة المشي لمدة نصف ساعة الى ساعة يوميا والتخفيف من استهلاك الوجبات السريعة، كما أنه يجب على كل مريض أن يكون لديه جهاز لقياس السكر خاص به، وعدم استعمال جهاز مريض آخر وذلك لمنع انتقال الأمراض المعدية.