المتابع للعمل الخيري والراصد له في بلادنا لابد أنه سيتوقف عند اسم يتردد كثيراً في العديد من الأعمال الخيرية التي ليست وليدة اللحظة أو في الأمس القريب بل منذ أمد بعيد وعلى مدى نصف قرن من الزمن، هذا الاسم هو سلمان بن عبدالعزيز الأمير الإنسان والرائد من رواد العمل الخيري في بلادنا. وإذا كانت الرياضالمدينة والمنطقة بحكم حجمها وأهميتها قد تعددت فيها المؤسسات الخيرية والتعاونية بشتى أنواعها فإن مع المبررات المذكورة سلفاً ثمة سبب آخر لا يقل أهمية بل هو الركيزة الأساسية في هذا التنامي للعمل الخيري في المنطقة وفي المدينة، ذلكم السبب والعامل الرئيس هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله ورعاه- الذي لا يألو جهداً في كل ما من شأنه دعم الأعمال الخيرية وأعمال البر ومساندتها مادياً ومعنوياً، وهذه الجوانب الإنسانية والأعمال الخيرية لسموه لم تكن مقصورة في حدود زمان أو مكان محدد فقد رأس سموه العديد من الجمعيات واللجان الخيرية التي امتد عملها في داخل بلادنا الحبيبة وخارجها نصرة للضعيف ودعماً للمعوز وعوناً للمنكوب، وبهذا فإن سموه استحق أن يكون رائداً من رواد العمل الخيري الإنساني ليس في بلادنا فحسب بل في بلدان العالم العربي والإسلامي والشواهد على ذلك كثيرة في فلسطين والجزائر والكويت واليمن والسودان ومصر وباكستان وغيرها من البلدان وهي على سبيل المثال لا الحصر. وتأتي مسابقة القرآن الكريم على جائزة سموه التي دخلت عامها الثامن كواسطة العقد لأعمال سموه الخيرية التي لم ولن تنقطع بإذن الله تعالى وأعلم بحكم قربي من سموه وتشرّفي بالعمل تحت مظلة سموه أن ما لا يُعلم عن أعمال الخير لسموه أكثر مما يظهر وهو ديدن سموه الكريم وطابعه في إخفاء ما يبذله وما ينفقه في أوجه الخير مادياً ومعنوياً مبتغياً في ذلك وجه الله تعالى ثم واجبه الإنساني والوطني تجاه بلاده وإخوانه وأشقائه من المواطنين والمقيمين على حد سواء، ونحن نحتفل في هذا الجو الروحاني الجميل مع مسابقة القرآن الكريم على جائزة سموه لا يسعنا إلا الدعاء لسموه بأن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يعظّم له الأجر والمثوبة، وأن يسبغ عليه لباس الصحة والعافية، إنه قريب مجيب. والحمد لله رب العالمين.