ارتحلت عنا في هذا المشهد المهيب يا صالح السلمان ولكن وللحقيقة فقليل من الرجال من تجتمع فيه خصالك يا أبا سليمان وقليل أيضاً من يعطي عطاءك يا أبا سليمان وأنت ابن هذا الوطن البار وابن بريدة السخي وابن القصيم الوفي.. نعم فكم من الأوصاف الجميلة والألقاب الحميدة التي تليق بمقامك فأنت وجه بريدة المشرق وأبو الفقراء وراعي المحتاجين وصاحب اليد الطولى في العطاء والبذل وميزان التفكير السليم والتوجه الصحيح وباب الكرم والجود لبريدة، ولا غرو فأنت مدرسة في الأخلاق والصفاة والمزايا الحميدة فكم من إنسان يتمنى الوصول إلى شيء مما وصلت إليه فلقد تربعت على القلوب وملكتها بحبك وبذلك وعطائك وحبك الخير للآخرين، نعم أبا سليمان فأنت صاحب الوجه المشرق الوضاء وصاحب البسمة المحببة وأنت المستشار الأمين والناصح الصادق لكل من صادفك أو التقيته تهدي إليه النصيحة وتمنحه خبرة المجرِّب العارف في أمور الحياة، وأنت العصامي الذي بنى مجده بيده متخذاً مبدأ الصدق والأمانة والتفاني نبراساً له ملتزماً بشرع ربه متقيداً بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم لا تهزه الفتن أو تغير من مواقفه الأهواء، عارفاً بواجبه قائماً بأكثر مما هو مطلوب منه نحو أمته وبلده ومدينته وأسرته ومجتمعه. حقاً إن مثلك من الرجال قليل.. فلكم بنيت فأعليت وخططت ونفذت.. فمشاريع الخير في القصيم تشهد لأياديك، وبيوت المحتاجين تناديك ولجان الخير ترتجيك وجميع المنطقة تبكيك وتنعيك وتترحم عليك.. نعم فلن ننساك يا صالح السلمان ولن ينساك المحبون والمخلصون من أبناء هذا البلد فأنت مثال يحتذى ونبراس لمن أراد أن يسير على نفس الخطى ويسعى لنيل المبتغى. عزاؤنا أنك قدمت إلى رب كريم جواد كثير العطاء، ودعاؤنا لك بالعفو والمغفرة وعلو المكان في أعلى الجنان في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وجمعنا الله وإياك في جنان الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. والله المستعان والصبر الجميل.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.