بداية لم أتشرّف بمعرفة صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، وليس لي مصلحة خاصة لديه ولا حاجة لي عنده لكي أتملَّقه، ولا ضرروة إذن على الإطلاق لكي أنافقه، وبما أنّنا نحن الكُتّاب كما ندّعي دوماً، نبحث عن الحقيقة لإيجادها وعن الحق لإظهاره، فإنّني أجد لزاماً عليّ ومن مُنطلق وطني بحت، ومن منظور حضاري خالص، أن أشيد بتجربته الفريدة في اعتماد (مبدأ الشراكة لبناء المستقبل)، تلك التجربة الجميلة التي أستنّها لدى مواطنيه أبناء منطقة مكةالمكرمة، والتي سيتم بموجبها تحقيق أهداف نبيلة تربط بين الحاكم والمواطن، وبشكل شخصي ومباشر، ومن خلال رسالة خاصة لكلِّ أُسرة من أهل أطهر البقاع، ممهورة بختمه الكريم وعلى ورقة رسمية من أوراق إمارة منطقته الغالية، وقد بيّن سموه في هذه الرسالة (النبيلة) أنّ الاستبيان الذي حَوَتْه الرسالة أو المرفق معها، يعتبر تواصلاً مباشراً مع الحكم المحلي والمواطن، في صورة متطوّرة من صور التواصل والاتصال والتشاور والمشاركة في الأفكار والآراء، التي تخص مستقبل أبناء تلك المنطقة، وبشكل حضاري جميل، وهو برأينا يُعتبر استبياناً شعبياً (رائداً)، يخص احتياجات الشعب المباشرة، وحل مشاكله المستقبلية، بدءاً من مشاكل الطفل وانتهاءً بمشاكل العمل، وخصوصاً فيما يتعلّق بتأمين الفرص الوظيفية المستقبلية لأبناء المنطقة، ولإجهاض البطالة التي تعاني منها بعض مناطق المملكة .. أمّا الأجمل من ذلك كلّه فهو تشديد الأمير عبد المجيد على التواصل والاتصال مع المواطنين على مدار العام، من خلال مختلف وسائل الاتصال الإلكترونية والتقليدية والمباشرة، لتحقيق هذا المبدأ النبيل (مبدأ الشراكة) في تحقيق الأهداف .. وقد وُزِّعت رسالة الأمير على مختلف مدارس مدن المنطقة ومحافظاتها ليحملها الأطفال إلى أُسرهم الكريمة، للقيام بملء هذا الاستبيان، الذي يتناول معلومات عن وليِّ الأمر وربّة البيت والطالب والأُسرة كلِّها، وحجمها ومستواها التعليمي والمادي، إضافة إلى رغبتها الوظيفية، ومدى تفضيلها لأنواع معيّنة من العمل. * * * يبقى القول أخيراً أنّنا نتمنى من القلب كلِّه أن تحذو كلُّ إمارات المملكة ومحافظاتها ومراكزها أيضاً، حذو ما استنَّه سمو أمير مكةالمكرمة، لنحل الكثير من مشاكلنا بأسلوب حضاري جميل.