كلمات الشكر ليست كافية وعبارات الثناء والإعجاب لا تفي، ونظرات التأمل المحبب تقصر دون إيصال الرسالة.. كلمات وعبارات ونظرات كلها تتراقص في أفواه وأعين وتخيلات السواد الأعظم من أهالي محافظة عنيزة ممن يغلبون المصالح العامة ذات الهدف الأسمى والنظرة الأبعد على المصالح الشخصية الآنية التي تذهب أدراج الرياح فلا يكسب أصحابها إلا الهشيم والتندر. إن الناظر لحال مدينة عنيزة بتاريخها العابق وماضيها الأصيل وأهلها الأوفياء ليأخذه العجب في بقاء شوارعها بلا تنظيم جيد، فأرصفتها سيئة وتعبيدها أسوأ وشكلها الجمالي يبعث الأسى والحسرة، أما أحياؤها فالحديث عنها معطوف على حال شوارعها. لكن وبعد سنوات عجاف ودعوات صادقة من أهالي المدينة أن يغير الله الحال بأن يكون هم بلدية المحافظة الأهم هو الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في كل المجالات ذات العلاقة بأهداف البلدية ومهامها، بعيداً عن المصالح الشخصية ذات الطابع الأناني، وكهبوب رياح جنوبية موسمية، دافئة حملت معها تباشير بداية موسم ربيعي واعد أنعش أنفساً عطشى للعطاء العام بلا حدود تنعدم فيه الذات لصالح الرائدة الغالية عنيزة وساكنيها، وشوارع هدها طول الانتظار وأرصفة أتت من غبار السنين وأحياء شكا منها صبر أيوب، فهل نقول إن ملحمة التجديد والإبداع وفن الهندسة وحسن التخطيط وجمال التنفيذ وعذوبة المتابعة قد بدأت فصولها في مدينتي مدينة البرحي والسكري مدينة ابن سعدي وابن عثيمين مدينة الجال والنفود مدينة السامري والحوطي والعرضة والناقوز، هل نقول آن الأوان لمدينتي أن تتمايل على أنغام الحوطي وتترنم بأهازيج السامري وتتراقص مع (شيلات) الناقوز عارضة (نحمد الله جت على ما نتمنا من ولي العرش جتنا الوهايب). إن ما يدعو إلى التفاؤل المفرط والأمل المتحقق ما يشهده واقع الحال اليوم، فمنذ أشهر عديدة والمدينة تغسل وجهها الشاحب بماء التجديد والتطوير، حيث بدأت بلدية المدينة عزف سمفونية جميلة ذات جمل متناسقة متناغمة واضعو نوتتها وعازفوها هم موظفو البلدية ذاتهم الذين ران عليهم زمن طويل من الإحباط والتذمر والألم لواقع الحال، فقط كل ما حدث أن قائد المجموعة أعطى لكل حقه ودوره وخرج من نمطية الأداء وقصور النظر واعوجاجه! أقول أن مدينة عنيزة إذا استمر فيها هذا المشروع التطويري فستكون من أجمل مدن دوحة مملكتنا الغالية خلال سنوات قليلة، وهمسة في أذن بعض موظفي البلدية ممن لم يعجبهم الانضباط والذين اعتادوا على اقتناص الفرص! أن يخافوا الله فيما بقي لهم من عمر وأن يضعوا أيدهم بيد باقي زملائهم في مجموعة العمل محبة في مدينتهم وساكنيها الذين هم أهلوهم وأصدقاؤهم ولفائدتهم هم أولاً. أخيراً نقول شكراً لكم أيها المخلصون من دون أسماء أو ألقاب ومهما قابلتم من إساءات أو بذاءات أو (دعاء) فثقوا أن ذلك لا يصدر إلا ممن في نفسه شيء من حتى أو إنسانية مكروهة. فأعداء النجاح كثر ولا يرمى من الشجر إلا جيد الثمر. ودعوة أخيرة لأهالي عنيزة الساكنين خارجها من أعطاهم الله من ماله أن لا يبخلوا على مدينتهم من فضل خيرهم، فالآمال كبيرة ولن تقف المادة حجر عثرة في سبيل إكمال أهداف سامية نبيلة، فهي مدينتكم فمن المسوكف، الخريزة، الشعيبية، الضليعة، الحيالة، خرجتم وخرج أجدادكم وكما قال الشاعر: وكم من منزل يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل