الشيخ عبد الله الزير (80 عاماً) من رموز ورواد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى التي عاصرت أبرز الأحداث التأسيسية التاريخية عن هذه الحركة قبل أكثر من نصف قرن من الزمن وممن ساهموا بعطائهم السخي وجهودهم الكبيرة في بناء وتأسيس فريق أهلي الرياض (الرياض حالياً) عام 1373ه.. كثاني أقدم نادٍ يتم تأسيسه بالمنطقة الوسطى بعد شيخ الأندية نادي الشباب. فبعدما أسس الأهلي تبرع بمنزله ليصبح أول مقر للنادي بحي الشميسي في صورة تنم عن عشقه وحبه للرياضة كما استطاع إقناع وجلب رائد الحركة الرياضية الأول الشيخ محمد الصايغ - رحمه الله - لتولي رئاسة المدرسة ليكسب الأهلي أبرز الشخصيات الرياضية بالمنطقة الوسطى آنذاك. (الجزيرة) تكشف جانباً من حياة مؤسس أهلي الرياض الشيخ عبد الله الزير نتناولها عبر الأحداث التالية. البداية قبل 50 عاماً * دلف الشيخ عبد الله الزير المجال الرياضي وولع به بسبب انتقاله للمنطقة الغربية بين الحين والآخر في عقد السبعينيات الهجرية من القرن الفائت فشاهد الكرة المتطورة هناك وفي عام 1373ه فكر في إنشاء وتبني فريق بحي الشميسي ليصبح الفريق الثالث بالمنطقة الوسطى بعد فريق الموظفين الذي ترأسه أبو عبد الله الصايغ وحمزة جعلي (رحمهما الله) وفريق شباب الرياض الشباب حالياً الذي تأسس على يد الشيخ عبد الرحمن بن سعيد ومن هنا أوجد الزير فريقاً أسماه فريق أهلي الرياض (الرياض حالياً). أهلي الرياض * عندما أسس الزير فريق أهلي الرياض أخذ أرضاً فضاء واقعة جنوب مستشفى الشميسي وتم تخطيط الملعب وإقامة العوارض وكان من أبرز الرجال للحركة التأسيسية للمدرسة ممن نشأ وتأسس الفريق على أيديهم مع المؤسس الأول عبد الله الزير شقيقه عبد الرحمن الزير وعبد الرحمن الموزان وعبد العزيز بن عسكر ومحمد بن شلهوب وأبناء الرويشد وفهد بن سفيران ومحمد بن دحام، وأُطلق على هذه المجموعة اسم فريق أهلي الرياض وحظيت بدعم قوي ومباشر منه إذ كان الزير (عبد الله) وراء اختياره وأُطلق هذا الإسم على هذه المجموعة تيمناً بأهلي جدة عام 1373ه. (بيت الزير) أول مقر للمدرسة وجاء عشقه وحبه للرياضة وتمثَّل حرصه على لمّ شمل هذه المجموعة في بوتقة واحدة فإلى جانب دعمه المادي وتأمين الكور والملابس وأمور الصرف على أرضية الملعب من رشه بالماء وغيره تبرع بمنزله بحي الشميسي ليصبح مقراً لأهلي الرياض وكان بالمناسبة أول مقر لمدرسة الوسطى حيث جاء هذا التبرع السخي ليكشف مدى حبه وعشقه للرياضة. اعتذار ابن سعيد * عندما بدأ فريق أهلي الرياض يخطو خطوات جيدة ويأخذ وضعه الطبيعي عقب نهوضه وتكوينه بدعم قوي ومباشر من رمزه الشيخ عبد الله الزير فكر المؤسس في دعم الفريق بشخصية إدارية مثل الشيخ عبد الرحمن بن سعيد لتولي رئاسة المدرسة وبالفعل عرض على أبي مساعد (أطال الله عمره) فكرة الإشراف عل الفريق وتولي رئاسته عام 1375ه إلا أن شيخ الرياضيين رفض هذه الدعوة بحجة انشغاله برئاسة فريقه شباب الرياض (الشباب حالياً) إلىجانب سفره من وقت لآخر للمنطقة الغربية لظروفه العملية في الديوان الملكي آنذاك. جلب الصايغ للمدرسة * عندما انحل فريق الموظفين نهاية الستينيات الهجرية الذي كان يتزعمه الراحلان محمد عبد الله الصايغ وحمزة جعلي (رحمهما الله) ترأس أبو عبد الله الصايغ بعد ذلك فريق الناصرية الذي كان يضم مجموعة كبيرة من الجالية السودانية ونظراً لعلاقة الزير بالصايغ وبعد رفض أبي مساعد طلبه عرض هذه الفكرة على أبي عبد الله نظراً لخبرته وإمكاناته المادية الجيدة وبالفعل وافق الصايغ على طلب الزير بعد أن اشترط بضم لاعبي فريق الناصرية مع فريق الزير (أهلي الرياض) وبالفعل شرع أبو عبد الله في مهمته الإشرافية حيث استفاد أهلي الرياض من وجود ملعب الصايغ الذي شكَّل نقطة تحوُّل في استمراره في دائرة الضوء في الوقت الذي انحلت فيه فرق أخرى أمثال الناصرية والكوكب واتحاد الرياض وغيرها، وهكذا نجح الزير في جلب رمز الرياضة بالمنطقة الوسطى (محمد الصايغ) لتولي رئاسة ناديه الذي أسسه واحتواه منذ ولادته. دعم الأهلي بنجوم الغربية * عقب تزعم الصايغ رئاسة المدرسة نجح وبدعم قوي من المؤسس الزير في دعم أهلي الرياض بعدد من لاعبي الغربية أمثال المدافع الأسطورة علي حمزة والحارس العملاق حامد نقادي وعزيز مفتي وبكر عبد الشكور فشكَّل هؤلاء دعماً قوياً وتعزيزاً مثمراً في صفوف المدرسة إلى أن نجحت في الوصول لنهائي الكأس 1382ه وخسر الفريق اللقب بعدما أهدر لاعبوه كل الفرص فكسب أهلي جدة الكأس بهدف سجله مهاجمه (كجله). رشح أبا عبد الله للرئاسة * بعد مجيء حركة تصنيف وتسجيل الأندية رسمياً مطلع الثمانينيات الهجرية تمَّ عقد جمعية عمومية ضمت عدداً من الشخصيات الرياضية ورجال المدرسة حيث رشح المؤسس عبد الله الزير رفيق دربه محمد الصايغ لرئاسة النادي بعد تصنيفه رسمياً ضمن أندية الدرجة الأولى (الممتاز حالياً) بعدما رفض - أي الزير - ترشيح نفسه لكنه بقي أبرز الداعمين للصايغ بعد أن اختاره لرئاسة المدرسة فقد رشح الصايغ رئيساً وأصبح نائباً وعبد العزيز بن عسكر سكرتيراً.. وعضوية عبد العزيز بن دوس وصالح بن كنعان ومحمد الفلاح وعبد المحسن الصالح ومحمد بن حمد. حاتم « الأهلي» * عرف عن الزير عشقه لأهلي الرياض فقد كان رجلاً كريماً ومحبوباً من جميع الرياضيين المعاصرين بالمنطقة الوسطى وكان رائد الرياضة يقدره كثيراً لعدة أسباب.. أولاً لإخلاصه وأمانته وثانياً لأخلاقه وطيبته المتناهية وكذا محبته الصادقة للوطن والمواطن. والزير كشخصية اجتماعية ورياضية معروفة بأخلاقياتها العالية وكرمها الفائض وكل سمات الخير والصلاح عرف بتنازله عن حقوقه إذا كان من أجل الصالح العام مع احتفاظه بحق النادي فمنذ أن أسس المدرسة عام 1373ه شرع منزله ليصبح مقراً للنادي يجتمع به باللاعبين يومياً مما كان لذلك الأثر في تعزيز الروابط والألفة بينهما.. هذا فضلاً عن توفير زمام الشاي والقهوة والتموين الغذائي من تمور وخلافه لأبنائه اللاعبين وما زال حتى الآن يشرع منزله لاستقبال نجوم المدرسة السابقين في صورة تكشف شهامة هذا الرجل وكرمه الذي اشتهر به.. هذا فضلاً عن وقوفه مع كثير من أبنائه اللاعبين الذين مروا بظروف مادية وصحية فدعمهم ووقف معهم بكل شهامة وأصالة ولا شك أن (أبا محمد) بسماته القيادية ودوره الريادي استطاع أن يصنع جيلاً ذهبياً لمدرسة الوسطى في حقبة الثمانينيات. نجوم كبار * كان فريق أهلي الرياض حالياً يضم في حقبة الثمانينيات نجوماً كباراً كانت تزخر بهم خارطة الرياض أمثال طارق التميمي وجوهر السعيد وناصر بن سيف وعلي حمزة وعبود الرويجح وزيد وراشد ابني المطرف وابن حمد ومبارك الناصر وأسماء ذهبية أخرى.. هذه الأسماء اللامعة أُطلق عليها لقب مدرسة الوسطى.. هذا اللقب جاء ليؤكد تميُّز أهلي الرياض فنياً وعناصرياً داخل أرض الملعب.. هذا الفريق المذهل الذي صنعه الزير والصايغ في تلك الحقبة. رئاسة ابن عمير * عندما توفي الصايغ عام 1389ه إثر حادث مروري تعرَّض له.. عرض أعضاء الشرف الرئاسة للمؤسس عبد الله الزير إلا أن ظروفه العملية كرجل أعمال حيث كان ينتقل كثيراً للمنطقة الغربية قدَّم اعتذاره حيث رشح ناصر بن عمير لرئاسة المدرسة عام 89-1390ه وبالفعل شكَّلت رئاسة ابن عمير نقطة تحوُّل في صالح المدرسة التي تألقت كثيراً بقيادته. عشق قديم * ورغم كثرة ارتباطاته والتزاماته بأعماله الخاصة وبعد أن تخلى الجميع عن المدرسة بعد حالة صعود وهبوط عاشها النادي الأحمر سنوات تولى الزير رئاسة النادي لأول مرة رسمياً عام 1406-1407ه لانتشال النادي من أوضاعه المتردية الفنية والإدارية وقتها كان الرياض يقبع في دوري المظاليم فبعد توليه الرئاسه نجح الزير في إعادة الفريق لوضعه الطبيعي بين الأندية الكبيرة فقد صعد الرياض بدعم قوي ومباشر منه وعاد لمكانه الطبيعي ليدخل عالم البطولات في التسعينيات الميلادية حيث بقي الزير قلبه محباً لهذا الكيان العريق الذي أسسه وما زال يدعمه حتى الآن فمنزله يومياً يكتظ بلاعبي ومحبي المدرسة والرياضيين الذين يرتعون في مجلسه بعد أن شرعه لاستقبالهم ودعمه للنادي لم ينقطع رغم بلوغه العقد الثامن من عمره (أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية). وهكذا يبقى الرمز عبد الله الزير علامة بارزة في تاريخ الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى بعدما أسس ثاني أقدم نادٍ بالمنطقة أهلي الرياض الذي قدَّم لنا نجوماً وأسماء ستظل أسماءً محفورة في الذاكرة ردحاً من الزمن.