حبا الله الإنسان بمواهب وقدرات عدة يستطيع من خلالها التعايش مع الواقع الحياتي المحيط به، وهذه القدرات تتفاوت من شخص لآخر، وتختلف بين الأفراد حسب اهتمام كل شخص فنجد البارعين في مجال العلوم الإنسانية ونجد البارعين في مجال العلوم الشرعية، وكذا العلوم الأدبية، وكذا المجال العلمي، وهكذا يكون التمايز بين الناس ليكمل كل مسيرته في هذه الحياة. يقول والد الجميع خادم الحرمين الشريفين: إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها، أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً، وتورق أغصانه ظلاً يستظل به بعد الله لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن. وقد حرصت وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة العامة لرعاية الموهوبين في الأخذ بيد فئة المتميزين في شتى العلوم والمجالات الإبداعية لصقل مواهبهم وإبداعاتهم ليكونوا سواعد للبناء في هذا الوطن الشامخ. وعندما أتحدث عن مثل هذا الموضوع المهم جداً فإنني أعلم يقيناً أنني لن أعطيه حقه ولكن جهد المقل والله المستعان. ولاشك أن دور الأسرة مهم جداً في حق الطفل الموهوب، وذلك لقربهم منه خاصة الوالدين، وعند اكتشاف هذه الموهبة فإنه يجب الاهتمام بها وتشجيعها ورعايتها إلى حين انتقال الموهوب إلى المدرسة، وعند تسجيله فيه يجب إشعار المدرسة بالموهبة التي يمتلكها الطالب، ولا ريب أن البيئة المدرسية أحد المكونات الأساسية لمفهوم الإبداع والموهبة، وهنا أهمس في أذن والدي الموهوب أن يجب عليكما اختيار بيئة مدرسية غنية بالمثيرات والخبرات التي تدفع لتنمية وتطوير موهبة الموهوب لا أن يتم تسجيله في مدرسة فقيرة لا تسعى للتجديد والتغير. وقبل استقبال هذا الموهوب ينبغي أن تكون الصورة واضحة لدى مدير المدرسة القائد التربوي الأول في المدرسة والمرشد الطلابي ليساعد الطالب على النمو والتكيف وتوعية المعلمين بخصائص الموهوبين وأساليب الكشف عليهم. ولتوثيق الصلة بين المنزل والمدرسة والاستفادة قدر الإمكان من مجالس الآباء والمعلمين فيما يخدم الطلاب الموهوبين، وكذلك دور رائد النشاط للتعرف على السمات والخصائص الإبداعية والابتكارية والتعليمية والسلوكية والدفاعية للطالب الموهوب وترشيحه لمركز الموهوبين إن وجد وإقامة المسابقات الثقافية والعلمية وكتابة البحوث وتأليف القصص والرسم والابتكارات والاختراعات التي تبرز قدرات الطالب الموهوب ذي القدرات المتميزة والتنسيق مع لجنة رعاية الموهوبين والمشرف التربوي والاستفادة من نادي الموهوبين في المدرسة إن وجد في المدرسة لإبراز إمكاناتهم ومنجزاتهم، وياحبذا لو أقيم معرض خاص بالموهوبين يعرض فيه ما تم إنجازه خلال العام الدراسي، ويفتتح بصورة رسمية، وليكن ذلك أثناء مجلس الآباء مثلاً وعلى مشرف لجنة رعاية الموهوبين في المدرسة تفعيل دور أعضاء اللجنة للمساهمة في تحقيق أهداف اللجنة، وتقديم الرعاية النفسية والعلمية للطلاب الموهوبين، وتقديم الخدمات المناسبة لهم، والمشرف التربوي المختص في مجال الموهوبين له دور مهم في المتابعة والتحفيز وتزويد المدرسة بكل جديد فيما يخص الطلاب الموهوبين.