إن الرضا عن المهنة يؤثر تأثيراً إيجابياً على الآخرين، ومهنة التدريس من المهن الإنسانية التي تقوم على علاقة الحس والخلق والثقة المتبادلة حتى ينشرح صدر المتلقي للمعلومات التي تصدر من معلمه ولا يمكن فهم الآخرين في العملية التعليمية إلا إذا عرف المعلم نفسه فكلما بدأ يزداد معرفة هيئة التدريس بأنفسهم تعلموا بالتالي كيف يفهمون طلابهم وأصبحت مساعدة هؤلاء الطلاب سهلة وتتم هذه في العمل الجمعي بين هيئة التدريس والتفاهم بينهم وتزداد مهارتهم في العمل معاً وهذا يساعد على تعليم أفضل للتلاميذ وتحسين نوع التعليم الذي تقدمه المدرسة وهو من الأهداف الأساسية الذي يجب تحقيقه ولذا فإن الصلاحيات التي تُعطى لمدير المدرسة يفضل أن تزداد لتشمل حركة المعلمين والمبنى المدرسي وأنشطة الطلاب وأن توضع ضوابط لتقييم العمل التربوي داخل المدرسة من قبل هيئة التدريس والمعلمين وأولياء أمور الطلبة حتى يتم التفاعل بين المجتمع المدرسي لخدمة الطالب فالانسجام والتعاون في المدرسة ينعكس إيجاباً على مستوى التحصيل الدراسي وعلى الخدمات الأخرى التي تقدم للطالب؛ فإعطاء مدير المدرسة الصلاحيات الكاملة بموجب عقد بينه وبين إدارة التعليم وتخصيص مكافأة له تزداد كلما تحسن مستوى الأداء في المدرسة وكذلك للمعلمين فإن ذلك هو الدافع لهيئة التدريس في الإبداع واستغلال طاقاتهم لخدمة العملية التعليمية وتقديم أفضل ما لديهم والبحث عن كل جديد في مجال التربية والتعليم وهذا لا يتم إلا بموجب آلية جديدة تشجع المجتهد وتحاسب المقصر وتبعث روح التنافس بين العاملين فالملاحظ في الوقت الحاضر ألا فرق بين المجد في عمله والمتهاون فيه فالدافع المعنوي ضعيف عند أغلب العاملين في مجال التدريس فالمعايير لاختبار مدير المدرسة أو المشرف التربوي لا تعطي الصورة الصحيحة عن الخبرة ومستوى هذا الشخص فالمجتمع يعرف أن الترشيح لهذه المهنة ضوابطه هشة والاستمرارية غير ثابتة قابلة للتغيير من قبل المسؤول في أي لحظة مما ينعكس أثر ذلك على نفسية العاملين في المدرسة أي هيئة التدريس وبالتالي على الطلاب فتستمر العجلة في العملية التعليمية تدور على نمط عدم الارتياح والتعاون بين هيئة التدريس فلو رتبت عملية اختيار العاملين في مجال التربية من الناحية المعنوية بأن المعلم بعد فترة يصبح معلماً أولاً ثم وكيل مدرسة ثم وبعد فترة مدير مدرسة ثم موجهاً أولاً في وزارة التربية وذلك حسب سنوات الخبرة حسب نشاطه لأصبحت الناحية المعنوية لها مكان مميز عند المعلمين وتساهم في نجاح العملية التعليمية. فإذا سئل أحد أعضاء هيئة التدريس أو المنتسبين للعملية التعليمية من عمله وأفاد بأنه مشرف أول أو مشرف في الوزارة أو مدير مدرسة أو وكيل بأن لديه خبرة في هذا المجال بموجب هذا اللقب يعرف مكانه في ميدان التربية فالحاصل أن مدير المدرسة ربما يرى من طلابه من أصبح مشرفاً عليه وهو بنفس التخصص أو مدرساً يرى من طلبته من أصبح مديراً للمدرسة التي يعمل بها فلو أعيد النظر في عملية إجراءات الترشيح وأصبحت على شكل درجات علمية وأعطيت الناحية المعنوية إلى جانب الاهتمام بالتدريب وإتاحة الفرص لأصبح التعاون بين هيئة التدريس مميزاً، فإذا أعطي المعلم مميزات معنوية بجانب الناحية المادية فإننا بذلك نساعده على الأمانة التي وكل بها وهي أمانة التعليم وحراسة أفكار الناشئة من الانحراف وبخاصة في هذا العصر.