في لقاء التحولات العصرية والنظام التربوي الذي نظمته اللجنة العلمية بمركز الإشراف التربوي شمال الرياض كانت المصارحة والمكاشفة هي سيدة الموقف بين المشرفين التربويين ومديري المدارس ووفد الإشراف التربوي من محافظة الزلفي الذي حضر اللقاء وبين الدكتور محمد القداح خبير التطوير التربوي على مستوى الوطن العربي والمنسق الأكاديمي بمدارس منارات الرياض بعد أن استعرض الدكتور القداح هموم الميدان التربوي في عصر العولمة وتقنية الاتصالات وعندها استأذن الدكتور القداح الحضور من مشرفين تربويين ومديري مدارس ومعلمين قائلا: إذا أردنا التقدم فلا بد من نقد ذواتنا وعليه فإن المشرف التربوي المتابع للمعلم لم يوظف المنحى العملي للمعلم حتى يتبين البعد المهاري الذي يصب في نهاية المطاف في حقل الإنتاج المنشود للنظام التربوي في الوقت الذي لم يستطع القائمون على الميدان التربوي تجسيد الفجوة القائمة بين التنظير والتطبيق العملي للأبعاد المعرفية، فقد تجاوزنا مستوى بلوم في الأهداف ولكن لم نتجاوز حدود التعلم الإتقاني تخطيطا وتنفيذا وتقويما إلى أبعاد تطويرية وإبداعية. وعن المناهج والمعلم قال القداح: إن الضبابية حول الرؤى التي يقف عليها مخططو المناهج يقود إلى حيرتهم بين تأصيل الهوية الحضارية والتفجر المعرفي المتسارع المرتبط بمتطلبات العولمة؛ ولذا وقف هؤلاء المخططون على مفترق طرق، فهل يستطيعون مجاراة المتغيرات العالمية المتسارعة في حقل المعرفة والاتصال؟ وتكمن المشكلة في الفجوة ما بين التطلعات المستقبلية للخطط والسياسات التربوية والواقع الإداري في عملية التعليم في الميدان التربوي، ولا يخفى على الجميع أن التسابق الذي حصل بين القوى العظمى لغزو الفضاء تحقق من خلال إعادة النظر في المناهج، وطالب القداح المعلم أن يتخلى عن نرجسيته باعتباره مصدر المعرفة الوحيد وعليه أن يعمل على النمو المهني لديه حتى يصبح مقنعا للمتعلمين، أما إذا كان وصل لهذه المهنة لأنه لم يجد غيرها فقد جنى على نفسه ومجتمعه، والمعلم مطالب بالدور الريادي للنظام التربوي المبني على إيمانه الراسخ بأنه صاحب القيادة والريادة في تحقيق أبهى الصور للمجتمع حتى يعود ترتيبه في سلم مجتمعات الإنسانية. هذا وقد علق عبد العزيز الفالح مدير مركز الإشراف التربوي بشمال الرياض في مداخلة له بأن عملية الاتصال ما بين المعلم والمشرف التربوي ومنهما إلى الطالب لا زالت بالمستوى المتدني، وهي من مقومات العملية التربوية، وطالب الفالح بتبني طرق تطويرية وبناء علاقات متينة لبناء رسالة قوية من خلال وسيلة اتصال فعالة للوصول للمتعلم بوضوح تام. وتأتي هذه اللقاءات ضمن أنشطة المركز في رفع أداء العمل التربوي والوقوف على جوانب القصور ومعالجتها بطرق سليمة.