الكاتبة فاطمة العتيبي بدأت تكتب بشكل أكثر عقلانية وتوازناً منذ عدة أسابيع؛ فهي موهوبة ولديها أسلوب سلس. القارئ كتاباتها يشعر بأن الكلام مرتبط بعضه بعضاً بقوة؛ إذ إنك تنتهي من القراءة دون الشعور بالإعياء أو فقد التركيز نظراً إلى جودة الطرح. وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع مقالات فاطمة العتيبي فإنها بلا شك كاتبة كبيرة وأسلوبها مميز وهي مكسب للاتجاه الذي تسير فيه، ولو أن القارئ لا يستطيع تحديد توجهها بشكل دقيق؛ فربما هي تقصد ذلك أو ربما لإرضاء أذواق كثيرة بما تطرح، لكن على أي حال السيدة ثروة أدبية، وأنا على الرغم من أن معظم كتاباتها تستفزني ومخالفة نوعاً ما لكثير من قناعاتي، إلا أنني لا أخفي إعجابي بأسلوبها. لقد كتبت مقالاً رائعاً دفاعاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نشر تلك الصحيفة الدنماركية سيئة الذكر صورا تجعل المسلم يشعر بشعور لا يمكن وصفه من الاشمئزاز.وقد جاءت هذه الإساءة والإيذاء والاعتداء على مشاعر مئات الملايين من المسلمين الأبرياء من أناس كثيراً ما يتحدثون عن نبذ العنف وعن الحرية وحقوق الإنسان. إن نشر رسومات تلك الصحيفة ومن أعاد نشرها هو اعتداء صارخ على مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، ويعد أشد إيلاماً من الصواريخ، وكأن الغرب لم يكتف بقذف المسلمين في أبدانهم فأراد قذف مشاعرهم أيضاً.