بحس شفيف وصادق؛ يستهل الكاتب سلمان محمد البحيري، مقدمة كتابه «حكايا الروح»، الذي يصافح فيه قارئه معترفاً بأن هذا الكتاب هو مخاض عسير، لتجارب كابدها مع الحرف، والكلمة، وتعثّر في كثير منها بالبدايات، والمعوقات، ومنها سخرية البعض؛ الذين لم يروا في الكتابة ما يستحق أن يُدوّن ويروى، لكنه لم يستسلم لهذه المثبطات، فقد كان شغف الكتابه أكبر، والشعور بمسؤولية الرسالية أعمق. الكتاب جاء في سرد بوحي أنيق وبسيط، لكنه لم يتخلَّ عن عمقه وثراء معانيه. وقد جاء في سلسلة مقالات عديدة متناثره ما بين ما نشر في الصحف ومدونته الخاصة. يقول في جزء من مقدمة الكتاب: «أول ما كتبت في «جريدة الرياض»؛ ثم نشرت في صحف ومجلات عديدة؛ وأنا لست ببراعة جبران خليل جبران، ولا بعبقرية مصطفى صادق الرافعي، ولا أمتلك أبجدية كأبجدية واسيني الأعرج، ولا أكتب شعراً كشعر أحمد شوقي أو عمر الخيام أو غازي القصيبي، ولا قصصاً وأدباً كنجيب محفوظ، ولكني فقط أكتب لنفسي لأستمتع بقصص وخواطر ومقالات عن حياتي وسعادتي، وأحزاني وطموحي، وفشلي، وأحلامي، وآلامي، وأكتب عن قصص الآخرين، ومعاناتهم. أفضفض عما يجول في خاطري ونفسي وأحاول أن أنتقي الكلمة لكم كما ينتقى أطايب الثمر، وأن أصيغ الكلمة الجميلة وأبحث عن أسلوب يشبهني وأحاول أن أترجمه على الورق؛ فأنا أكتب لأبوح بمشاعري ولأفرغ من روحي ثقل الكلمات، ولكي أنسى وأطوي تلك الصفحة لأستمر، ولأتعلم العزف على الحروف، لأنني أهوى الكتابة وأحب القراءة، فالقراءة هي التي تصنع الكاتب.