طالعتُ ما نشرته جريدتكم الغراء من مقالات حول إساءة الصحيفة الدنماركية إلى مقام سيد البشرية وأزكى بني الإنسانية وأرفعهم نسباً ومكانة وقدراً، بأبي وأمي هو وروحي له الفداء عليه الصلاة والسلام. قريش خيار بني آدم وخير قريش بنو هاشم وخير بني هاشم أحمد رسول الإله إلى العالم وهذا التصرف المشين من أعداء الدين أثار مشاعر الغضب عند المسلمين، وأشعل نيران الغيظ في قلوبهم؛ حكوماتٍ وشعوباً، وفي طليعتهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود؛ حيث استنكر هذا الصنيع والفعل الشنيع مجلس الوزراء ومجلس الشورى وسماحة المفتي، وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز مندِّداً بهذه الجريمة النكراء: (الإساءة إلى الرسول جريمة لا تبرِّرها حجة حرية التعبير). وبادرت الشعوب المسلمة بمقاطعة المنتجات الدنماركية، وذلك رد مناسب وحكيم وحضاري ومؤلم جداً للعدو الساخر والخبيث الماكر عليه من الله ما يستحق. ونسأل العزيز الجبار المنتقم ألاَّ يقيم لهم راية، وأن يشغلهم بأنفسهم، ويفرق أمرهم، ويشتت شملهم، ويجعلهم لمن خلفهم آية، وهو القوي القدير. ولا يستغرب هذا الاستهزاء بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فهكذا هم أعداء الرسل، وهذا هو نهجهم على مر التاريخ، {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ}، وقد كفى الله أبا القاسم المستهزئين فقال: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، وقال: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ}}، وقال: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}، فمَن أبغضه أو سخر منه عليه الصلاة والسلام فهو مقطوع الدابر ممحوق العين والأثر. إن الرسول لنور يُستضاء به ومهند من سيوف الله مسلول ولديَّ بعض الوقفات والملامح حول أزمة إساءة الصحيفة الدنماركية إلى سيد البشرية صلى الله عليه وسلم: الأولى: أعجبني جداً ضبط العاطفة عند أغلب المسلمين والرد الحكيم الذي تمثَّل في المقاطعة؛ مما أظهرهم أمام العالم بالمظهر الحسن والسلوك الحضاري الذي هم أهله وأولى الناس به، وهو بمثابة رد عملي على مدَّعي الحرية واحترام الأديان ودعاة الحوار مع الآخر، لقد سقطت هذه الشعارات الكاذبة وافتضح دعاتها وأنصارها. أما ما حدث من إحراق سفارات الدنمارك في سوريا ولبنان فهذا لا يخدم القضية، بل يسيء إلى المسلمين، فلا ينبغي أن نرتجل الردود والتصرفات مما يشتِّت شمل الجهود، وإلا فإن إزهاق نفوسنا وتقديم أرواحنا هو أقل القليل مما نقدمه فداءً لعرض رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.ولقد جاد الله عليَّ فكتبت أبياتاً غَيرةً على عرض المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولست بشاعرٍ، فكان فيها من الكسر ما يكفيها، إلا أنها مجبورة المعاني، فجبر كسرها أحد الإخوة، جبر الله كسر فؤاده يوم الحشر والحساب بشفاعة الحبيب المصطفى وهو الكريم الوهاب. ويسرُّني إهداؤها لقرَّاء (الجزيرة) وسائر أتباع محمد عليه الصلاة والسلام: بأبي وأمي يا خير الأنام نفديك بالأرواح والأعمار عظيم قدر فارس ضرغام رمح وسيف في الوغى بتار طلق المحيا كالبدر التمام جزل العطا كبحرنا الهدار نُصرت بالرعب وبالاسم على الأعادي كمذاق النار فيا محبِّيه إلى الأمام هبُّوا لنصر سيد الأبرار بالدم نفدي تربة الأقدام ولو فقدنا الصبية الصغار بُعثت رحمةً إلى الأنام للمسلمين بل وللكفار والساخرون هم من الأقزام والدنمارك إخوة الأبقار