الورود كانت رسائل العشّاق حيث يشقى العاشق للحصول على قطف الورود لتقديمها إلى معشوقته؛ تعبيراً عن الحب العذري الطاهر؛ فالورود تدخل السرور على القلب، وتبهج النفوس، ويظل العاشق والمعشوق يغذيان ويحافظان على حياة هذه الورود فترة طويلة. أما اليوم فقد أصبحت للورود أسعار بحسب الفئة (50 ريالا أو 100 ريال أو 150 ريالا وهكذا صعوداً)، وهي تقدم للمرضى في المستشفيات والمنازل، وبعد لحظات من تقديمها تقوم عاملات النظافة في المستشفى أو المنزل بكب تلك الورود في براميل النفايات، وهنّ لا يعلمن أنهن يكببن مئات الريالات هي قيمة هذه الورود. ولقد أعجبني في الفترة الأخيرة أني رأيت معظم زوار المرضى صاروا يتجهون إلى شراء الشيكولاتة والبسكويت لمرضاهم؛ لأن هذه الحلويات ستؤكل أما الورود فإنها ستقذف في براميل النفايات (دون أكل)، وهذا الاتجاه شيء مفيد بدلا من القيمة المادية التي تهدر في شراء الورود المنتهية إلى براميل النفايات، وليس كالحلويات التي تنتهي إلى بطون الصغار والكبار.