عادت مشكلة الغاز لتحتل واجهة الصدارة في العلاقات المأزومة بين روسيا وجاراتها السلافية أوكرانيا, بسبب عدم توصل موسكو وكييف إلى صياغة الاتفاق الشفهي الذي توصلا إليه في مطلع الشهر الجاري من أجل استئناف إمدادات الغاز الروسي إلى اوكرانيا، من جهة، وبسبب استخدام أوكرانيا لكميات أكبر بكثير من المصدر إليها وسحبها من أنابيب الغاز الروسي الموّجه إلى أوروبا. ويعود عدم اتفاق موسكو وكييف إلى حد الآن على شروط إنشاء مؤسسة مشتركة لتصدير الغاز إلى أوكرانيا إلى الخلافات المستحكمة حول طبيعة وشكل وشروط وملكية هذه المؤسسة. وذكر رئيس شركة النفط والغاز الوطنية الأوكرانية الكسي ايفتشينكو في تعليقه على نتائج المحادثات بين الخبراء الروس والأوكرانيين في كييف: (لقد أصر ممثلو شركة غازبروم على أن تكون شركة النفط والغاز الأوكرانية مؤسسا للمؤسسة الجديدة عن الجانب الأوكراني. لكننا اقترحنا أن تكون شركة غاز أوكرانيا (الشركة البنت لشركة النفط والغاز الأوكرانية) ممثلا عن أوكرانيا في المؤسسة الجديدة). ومع استمرار الخلافات حول تسمية الشركاء الجدد في هذه المؤسسة المشتركة، أعلن الناطق الرسمي باسم شركة (غاز بروم) الروسية العملاقة, سرغي كوبريانوف, أن شركته لن تقبل أبدا بما تقوم به أوكرانيا من استيلاء غير مشروع على كميات من الغاز الروسي الموجه إلى أوروبا لتغطية حاجاتها من هذه المادة, وقال: إننا نفهم أن هذا تم بسبب موجة البرد الأخيرة، لكن هذه الموجة لم تضرب أوكرانيا وحدها بل أوروبا كلها، ولم يعط أحد الحق لأوكرانيا في استخدام كميات من الغاز تفوق ما هو متفق عليه، وتحرم أوروبا بالتالي من كميات من الغاز نصدرها إليها. وفي تعليقه على تأكيدات الجانب الأوكراني حول التنسيق مع روسيا بشأن الكميات الإضافية المستقطعة من الغاز الروسي المار عبر الأراضي الأوكرانية قال كوبريانوف: (من الصعب أن نصف المطالب اليومية التي نوجهها إلى الجانب الأوكراني بشأن الحد من استهلاك الغاز والعودة إلى الالتزام بالكميات المتفق عليها بأنها تنسيق). وقد اعترف رئيس شركة النفط والغاز الوطنية الأوكرانية الكسي ايفتشينكو بأن أوكرانيا ستتجاوز في الشهر الجاري الحد الأعلى لاستقطاع الغاز الروسي المار بأراضيها بسبب ارتفاع الاستهلاك الداخلي بشكل كبير. وذكر ايفتشينكو أن أوكرانيا ستضطر إلى دفع ثمن الغاز الإضافي بأسعار أعلى من أسعار الغاز المتفق عليه حسب الاتفاقية الثنائية الموقعة مع الجانب الروسي. وفي محاولة لايجاد حلول لمشكلة الغاز المستفحلة بين روسياوأوكرانيا, يتوجه سكرتير مجلس الأمن الروسي ايغور ايفانوف يوم غد إلى كييف في زيارة عمل تلبية لدعوة من الجانب الأوكراني، يجري خلالها محادثات مع سكرتير مجلس الأمن والدفاع الأوكراني اناتولي كيناخ. إلى ذلك، قطع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي زيارته إلى دافوس وعاد إلى تبليسي مساء أمس بسبب أزمة الطاقة في جورجيا. ويذكر أن جورجيا لا تحصل على إمدادات الغاز والكهرباء من روسيا منذ يوم الأحد الماضي بسبب التفجيرين اللذين استهدفا أنبوب نقل الغاز وخط نقل الطاقة الكهربائية من روسيا إلى جورجيا. كما انقطع التيار الكهربائي يوم أمس عن العاصمة الجورجية تبليسي بسبب خلل أصاب شبكة الكهرباء الجورجية.