سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارة الملك عبدالله للصين تترجم تنامي العلاقات واتساع مجالات الشراكة الاقتصادية الوضع في العراق وإيران وفلسطين والتعاون العالمي في الحرب ضد الإرهاب أهم المواضيع السياسية
وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس الأحد إلى الصين لإجراء محادثات حول التعاون بشأن النفط والطاقة والتجارة وذلك في مستهل جولة تشمل أربعة بلدان آسيوية تقوده أيضا إلى الهندوماليزياوباكستان. وتعد هذه هي الجولة الأولى التي يقوم بها الملك عبد الله خارج المنطقة منذ جلوسه على العرش في آب/ أغسطس 2005 كما أنها ستكون أول زيارة يقوم بها ملك سعودي إلى الصين منذ أن أقام البلدان علاقات دبلوماسية بينهما في عام 1990م. ومن المقرر أن يلتقي خادم الحرمين اليوم الاثنين مع الرئيس الصيني هو جينتاو الذي يرأس أيضا الحزب الشيوعي الحاكم فيما يجتمع مع رئيس الوزراء وين جياباو غدا الثلاثاء. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الجانبين السعودي والصيني يعتزمان بحث قضايا تجارية إلى جانب موضوعات ذات صلة بالتعاون في مجال النفط والطاقة. ومن المتوقع أن تتناول مباحثات خادم الحرمين والرئيس الصيني أبرز القضايا السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي لاسيما الوضع في العراق وإيران والأراضي الفلسطينية إلى جانب الحرب العالمية ضد الإرهاب. وتعد المملكة واحدة من أبرز مصدري النفط إلى الصين حيث تستورد بكين 14 في المئة من إجمالي احتياجاتها النفطية من المملكة أي ما يصل إلى 450 ألف برميل من النفط السعودي يوميا. وتقول الصين إنها استوردت 20 مليون طن من النفط من المملكة في 11 شهرا الأولى من 2005 مما رفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين بنسبة 59 في المئة ليصل إلى 14 مليار دولار. وفتحت المملكة بالفعل الباب أمام المستثمرين الأجانب لضخ استثماراتهم في مشروعات تبلغ قيمتها 624 مليار دولار وذلك في قطاعات حيوية مثل البتروكيماويات والغاز وتوليد الطاقة الكهربية والاتصالات وتحلية مياه البحر والسكك الحديدية. كما أن الرياض خففت من صرامة القواعد الخاصة بالاستثمار فيها بهدف جذب المستثمرين الأجانب. وحصلت شركات صينية على عطاءات عقود لمشروعات إنشائية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات في المملكة خلال العام الماضي وذلك في قطاعات تمتد من إنتاج الإسمنت إلى الاتصالات والبنية الأساسية وغيرها من المجالات. ووقعت شركة سعودي آرامكو عقدا بقيمة 3.5 مليارات دولار مع شركة إكسون موبيل وشركة (سينوبيك) وهي كبرى الشركات الصينية العاملة في مجال تكرير النفط وذلك لتعزيز قدرات مصفاة تكرير تقع في إقليم فوجيان جنوب شرقي الصين. وذكرت شبكة أنباء الصين شبه الرسمية أن الشركة السعودية تجري محادثات مع (سينوبيك) أيضا بشأن إقامة مصنع في مدينة قينجداو شمالي البلاد. ونقلت الشبكة عن مسؤولين في قطاع الصناعة لم تكشف عن هويتهم قولهم إن الصين ترغب في زيادة وارداتها من النفط السعودي الخام خلال العام المقبل وذلك في إطار الاتفاقات المحدد أجلها المبرمة بالفعل بين البلدين بهدف الحد من تأثير إمكانية ارتفاع الأسعار. ومن المقرر أن يغادر خادم الحرمين الشريفين بكين غدا الثلاثاء متوجها إلى نيودلهي في المحطة الثانية من الجولة حيث سيكون ضيف الشرف الرئيسي خلال احتفالات الهند باليوم الوطني في 26 كانون ثان/ يناير. وتعكس هذه الزيارة وهي الثانية لملك سعودي للهند خلال 50 عاما العلاقات المتنامية بين البلدين. ويوجد أكثر من 1.6 مليون هندي يعملون في المملكة. وصرح أشوك كومار القنصل الهندي للشؤون التجارية في جدة بأن هناك 82 مشروعا سعوديا هنديا مشتركا في المملكة بعضها مملوك بالكامل لمستثمرين هنود. وأضاف كومار قائلا إن قيمة الشركات الهندية التي تعمل في المجالات الصناعية بالسعودية وكذلك في مجالات البنية الاساسية والطاقة والمستحضرات الطبية وغيرها تصل إلى 500 مليون دولار. ومن المقرر أن يصل الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى ماليزيا في 29 كانون الثاني /يناير وإلى باكستان في الأول من شباط /فبراير في المحطتين الأخيرتين من جولته وذلك لتدعيم الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية مع هذين البلدين المسلمين. ويرافق عدد كبير من رجال الأعمال المرموقين في المملكة خادم الحرمين الشريفين في جولته الآسيوية الحالية.