انقضى الحج موسم العبادة وأداء الركن الركين من أركان الإسلام.. ذلك المؤتمر الثري بكل معاني الأخوة الإسلامية وقد برز فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الحاجة إليه. وقد برزت هذه الشعيرة من خلال تعامل ناجح ومتوازن مع تلك الجموع من الحجاج والعمار والزوار الذين وفدوا بأعداد هائلة من ثقافات متعددة وبيئات مختلفة تعاطى مع واقع حمل بعض هذه الجموع معتقدات قد تحتوي بدعاً وخرافات أورثها الجهل بالعقيدة والفهم الخاطئ للعبادات. وفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة بحكم المكان آل على نفسه من خلال جهود التوعوية والتوجيهية معالجة هذا الوضع واستثمار هذا المؤتمر السنوي الكبير فنفذ خطة على أرض الواقع بشكل اثمرت معه ثمار يانعة في تحقيق شعيرة الأمر بالمعروف وانكار المنكرات في المشاعر. وهنا يلوح في الأفق ما هي مهام التوعية والتوجيه بشكل عام وما مهامهما في موسم الحج بشكل خاص؟ وما المنكرات التي يواجهها رجال الهيئة؟ وكيف يتعاملون معها؟ للإجابة على هذه التساؤلات ولتسليط الضوء على جهود الفرع في أعمال التوعية في الحج نلتقي في هذا الحوار الشائق مع الشيخ/ سامي بن أحمد خياط مدير إدارة التوعية والتوجيه بفرع مكة.. فإلى الحوار: جهود التوعية * بحكم عملكم مديراً لإدارة التوعية والتوجيه بفرع الرئاسة العامة بمنطقة مكةالمكرمة نريد تعريف القارئ الكريم بمهام التوعية والتوجيه؟ - مهام إدارة التوعية والتوجيه بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عديدة ويمكن تقسيمها الى قسمين: (دور وقائي يتمثل في التوعية والإرشاد، ودور إجرائي). فالاول: تكثف فيه الجهود في بث النصح والتوجيه والارشاد للعموم فيما يتعلق بما يلاحظ من المخالفات العقدية والسلوكية والأخلاقية، ويشتمل كذلك على وضع البرامج والدورات التوجيهية والعلمية لمنسوبي الهيئة الميدانيين للرقي بالعمل وتطويره ورفع كفاءة العاملين، والنهوض بمستوى أدائهم. والثاني: دور إجرائي مع جهات الاختصاص حيال ما يلاحظ من مخالفات مما يدخل في اختصاص إدارة التوعية كالمخالفات الإعلامية، والتجارية، والظواهر المخلة بالعقيدة أو الآداب العامة ونحو ذلك. ويمكن إيجاز بعض مهام إدارة التوعية في النقاط التالية: - توعية المجتمع وإرشاده فيما يحتاجه مباشرة وعبر مختلف وسائل الإعلام. - متابعة أعمال الهيئة والمراكز التابعة للفرع مما يدخل في اختصاص التوعية والتوجيه، وتوجيههم فيما يشكل وتزويدهم بالتعليمات اللازمة. - الحرص على رفع مستوى أداء العاملين بتوعيتهم وإقامة البرامج التوجيهية والدورات المكثفة لهم حسب احتياجهم ووفق الامكانات المتاحة. - التعاون من خلال (إدارة العلاقات العامة والإعلام) مع وسائل الإعلام المختلفة ومتابعتها ومعالجة ما يلاحظ عليها من مخالفات مع جهات الاختصاص. - طباعة الكتيبات والمطويات والأشرطة المسموعة الشرعية النافعة وتوزيعها بعد فسحها وأخذ الموافقة عليها. - وضع برامج لاستقبال وفود الجهات الحكومية من الزائرين لفرع المنطقة وتعريفهم بأنشطة الهيئة الاصلاحية ودورها في حماية المجتمع مما يخل بالعقيدة والآداب والأخلاق. - مشاركة مختلف الجهات الحكومية في معارضها التوعوية ومخيماتها التوجيهية العديدة. - الإشراف على إقامة المخيمات التوعوية والتوجيهية بالهيئات المرتبطة بنا، بعد أخذ الموافقة عليها. - الإشراف على تنظيم الكلمات التوجيهية والوعظية في السجون والدوائر الحكومية من منسوبي الهيئة. - الإشراف على المراكز التوجيهية في موسم الحج، وترشيح من يصلح من المترجمين للعمل مع الأعضاء، ودعمهم بالمواد الدعوية. وغير ذلك مما هو مناط بإدارة التوعية والتوجيه. موسم!! * نريد إلقاء الضوء على عمل إدارة التوعية بالفرع في المواسم وما تعالجه من مخالفات؟ - عمل إدارة التوعية في المواسم ولاسيما رمضان المبارك والحج لا يختلف كثيراً عن عملها طيلة العام وفق ما أشير له بيد أن التركيز يتجه نحو تفعيل الدور الارشادي والتوجيهي التوعوي لحاجة الناس لذلك ولاسيما إخواننا الحجاج والزائرين القادمين لمكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة والحج من جميع أنحاء العالم، ولقد كثفت إدارة التوعية والتوجيه جهودها في موسم الحج وأشرفت على المراكز التوجيهية الستة في كل من: (مركز جبل عرفات، مركز مكتبة مكةالمكرمة، مركز مقبرة المعلاة، مركز جبل النور، مركز جبل ثور، مركز الجعرانة)، والحقيقة أنه حدث من بعض الحجاج هداهم الله بعض المخالفات الشرعية في هذه المواقع وتبين لدى بعضهم معتقدات باطلة تجاهها، ولوحظ صدور أعمال شركية وخرافية بدعية تجاه هذه المواقع لا أصل لها في الشرع الحنيف، وقابل ذلك جهد مضاعف من الأعضاء العاملين في هذه المراكز التوجيهية وغيرها وكانت ولله الحمد جهوداً طيبة في نصح ما يلاحظ على الحجاج والزائرين من مخالفات شرعية، وإرشادهم وتوجيههم للسنة والصواب في الأقوال والأعمال، وتصحيح الأفكار والمعتقدات الخاطئة تجاه هذه المواقع وغيرها، وبيان عدم ارتباط حجهم بهذه المواقع، وعدم مشروعية قصد زيارتها أو التبرك بها، والدعاء عندها، وتخصيصها بأي نوعٍ من العبادة، ولقد وجدنا بحمد الله تجاوباً حسناً من كثير منهم. مراكز توجيهية * المراكز التوجيهية نشاط من أنشطة الهيئة في المجتمع. هل لفضيلتكم إلقاء الضوء على جهود الفرع في هذا المجال؟ - في الحقيقة أن المراكز التوجيهية لها دور مهم في نشر التوعية والتوجيه، فهي بحق تعتبر مراكز وقائية وتحصينية لأفراد المجتمع، إضافة الى انها دعوة للفضيلة، ومحاضن للارشاد وغرس للقيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة، وتوجيه للسلوك السوي المحمود، وتشتمل كذلك على التحذير من الشرور وأي مظهر من مظاهر الانحراف الفكري أو السلوكي والأخلاقي الملاحظ، وقد اقيم في صيف هذا العام مخيم توجيهي بمحافظة تربة برعاية هيئة محافظة تربة، لاقى قبولاً واستحساناً وكان له أثر طيب. ومثل هذه الأنشطة التوجيهية الوقائية مرهونة بتوفر الامكانات المادية والبشرية ومدى ملامسة البرنامج المطروح لحاجة الناس والمجتمع، واتطلع لمزيد من الدعم لإقامة هذه المخيمات التوجيهية النافعة. لغة الأرقام * لغة الأرقام مهمة، هل فضيلتكم ذكر كميات ما تم توزيعه من أشرطة وكتب خلال الفترة الماضية؟ - بفضل الله تعالى جرى توزيع اعداد كبيرة من المواد الدعوية المختلفة (كتيبات، مطويات، أشرطة) حيث تم في الفترة الماضية توزيع نحو عشرة آلاف كتيب، ونحو مائة وعشرين ألف مطوية مختلفة، ونحو خمسة آلاف شريط، ومما اشتملت عليه هذه المواد الدعوية بيانات هيئة كبار العلماء بالمملكة في بيان حكم الإسلام في الأعمال الإرهابية والإجرامية وتفنيد شبه الفئة الضالة بالحجج الصحيحة، إضافة الى مواد تتعلق ببيان العقيدة الإسلامية الصحيحة وما يضادها وينافيها، والتحذير من بعض المخالفات الشرعية والسلوية وخطرها على الدين والأخلاق. توعية المشاعر * للوحات التوجيهية في مناطق المشاعر دور في توعية الحجاج والمعتمرين والزائرين هل لفضيلتكم إلقاء الضوء على ما قام به الفرع في هذا المجال؟ - قام الفرع قبل أكثر من عشر سنوات بوضع عدد من اللوحات الارشادية بعدة لغات في عدد من المواقع في مكةالمكرمة ك(جبل عرفة، جبل ثور جبل النور، مقبرة المعلاة) والتي يرتادها كثير من الحجاج والزائرون لممارسة بعض المخالفات الشرعية، وكان لها أثر طيب في إرشاد الحجاج المترددين على هذه المواقع وتوجيههم، وقد تبرع بها أحد المحسنين في ذلك الوقت وهي بحاجة للصيانة والتعزيز مع أن الموجود لا يكفي ولا يسد الحاجة الفعلية، فالمواقع التي أشرت اليها وغيرها من المواقع بحاجة الى دعمها بالعديد من للوحات التوجيهية باللغات المختلفة، ولدى الفرع عدد من المشاريع والخطط لزيادة هذه اللوحات في المواقع المعنية وغيرها مازالت قيد الدراسة والإعداد. التواصل مع المسلمين * في مجال التواصل مع غير الناطقين باللغة العربية ما هو الدور الذي يقوم به الفرع في ذلك وهل لديكم مرشدون بهذه اللغات؟ - التواصل مع إخواننا المسلمين غير الناطقين بالعربية أمر مهم، وفي الحقيقة ليس لدينا مترجمون إلا في كل موسم حج من كل عام، حيث يتم التعاقد مع مجموعة من المترجمين الذي يتم اختيارهم لمرافقة أعضاء الهيئة في المراكز التوجيهية للقيام بالترجمة للأعضاء ونصحهم للحجاج ببيان العقيدة الصحيحة وتحذيرهم مما ينافيها ويضادها وارشادهم حيال الأعمال والأقوال الخرافية والبدعية المخالفة للشريعة الصادرة من بعضهم. (*) إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر