قال طبيب المخ والأعصاب المعالج لرئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون في تصريحات نشرت أمس الأربعاء إن تحديد مدى الإصابة التي تسببت فيها الجلطة الدماغية الحادة التي تعرض لها شارون قبل أسبوع ربما يستغرق عدة أشهر. وقال البروفيسور فيليكس أومانسكي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية (مازلنا بعيدين للغاية عن التحديد التام لمدى التلف الذي وقع أو مدى قدرته على العمل) بصورة طبيعية كاملة. وأضاف (ربما يستغرق الأمر أسابيع أو ربما شهوراً). وقال إنه على الرغم من عدم بعد شارون التام عن الخطر إلا أن حالته تتحسن ببطء من يوم لآخر. ولم يستجب شارون البالغ من العمر 77 عاما حتى الآن للحافز الكلامي أو الأوامر أو حتى اسمه. لكنه استجاب للألم (بحركة واضحة) ليده اليمنى. وحقيقة إن شارون حرك يده اليسرى تمثل أيضا علامة مهمة لأنه إذا تحسن ذلك الوضع ربما يعني أن شارون سيعاني من ضعف في نصفه الأيسر وليس من شلل. وقال الطبيب (62 عاما) المولود في الأرجنتين (لا نعلم بمدى الضرر الذي أصيب به الفص الأيمن (من مخ شارون) وما إذا كان قد تضرر بدرجة خفيفة أم لا. لكننا أزلنا جزءاً من الجمجمة خلال الجراحة الأولى ثم وسعنا نطاق الفتح أثناء الثانية). وأضاف أنه طلب من نجل شارون جيلاد التحدث إليه صباح الثلاثاء وأنه عندما حدث ذلك ارتفع ضغط الدم لدى شارون. وقال (لا يمكنني أن أبدأ في أن أحدثكم عن درجة الأهمية التي يمثلها ذلك. لكن يتعين تكرار ذلك ومتابعته مرة بعد أخرى. لكن في رأيي الشخصي هذه علامة إيجابية). إلى ذلك قال أطباء آخرون يشاركون في علاج شارون إن حياته لم تعد في خطر وانه أظهر مزيداً من التحسن حيث حرك جانبه الأيسر لأول مرة منذ إصابته بنزيف حاد في المخ الأسبوع الماضي إلا ان معرفة حجم الأضرار التي لحقت بالمخ قد يستغرق عدة أيام. وقال الطبيب يورعام وايز طبيب التخدير الذي يشرف على شارون للصحفيين يوم الثلاثاء (من الناحية النظرية ابتعدنا خمسة أمتار عن حافة الهاوية). وقال شلومو مور يوسف مدير مستشفى هداسا إنه بينما رصد الفريق الطبي مؤشرات مشجعة وهم يقللون التخدير إلا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ما زال في حالة (حرجة شديدة ومستقرة) بعد مرور نحو أسبوع منذ إصابته بجلطة شديدة في المخ. وقال مور يوسف للصحفيين (لقد حرك رئيس الوزراء يده اليسرى.. وهذا تحسن طفيف في الوظائف العصبية لمخ رئيس الوزراء). هذا ومازال الأطباء لا يعرفون مدى تأثير الحالة على وظائفه الحيوية ويرى الخبراء انه حتى في حالة نجاة شارون ففرصه ضئيلة في الشفاء بدرجة تمكنه من تولي مهام منصبه. وقال الأطباء إن انتهاء أثر التخدير بشكل كامل سيستغرق بضعة أيام وحينها سيكون بوسعهم تقييم حالته ومدى قدرته على التفكير والحكم. ولم يفتح شارون عينيه بعد وقال وايز: (هناك طريق طويل يتعين علينا سلكه ونحتاج لأن نكون صبورين). وأضاف: (لا يوجد خطر محدق يتهدد حياة رئيس الوزراء). وأدارت أسرة شارون موسيقى موتسارت بجانب سريره سعياً لاستثارة رد فعل. وقال طبيب آخر إنه حين تحدث ابن لشارون أظهر مؤشر إلكتروني وجود تغيرات في موجات المخ وارتفاع في ضغط الدم. وقال راديو إسرائيل ان من بين الأساليب التي يعتقد الأطباء أنها ستستثير حواسه وضع أطباق الطعام المفضلة ومنها طبق الشاورما بجانبه في الغرفة. وإذا خلص الأطباء الى أن شارون أصيب بعجز مستديم فسيرفعون نتائج ما توصلوا إليه للمدعي العام. وستختار الحكومة رئيساً للوزراء من بين وزراء حزب كديما الذي أسسه شارون في الفترة الأخيرة الأعضاء في البرلمان. وتولى إيهود أولمرت (60 عاماً) نائب شارون السلطة بالفعل كقائم بأعمال رئيس الوزراء ومن المتوقع أن يحتفظ بهذا المنصب أثناء التحضير للانتخابات العامة المقررة يوم 28 مارس آذار المقبل.