يتكبد الحجاج المشاق والعناء لإتمام فريضة الحج، وعلى الرغم من التسهيلات المقدمة من قبل الدولة لحجاج بيت الله الحرام كي يؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة متمتعين بأداء الفريضة، إلا أن جزءاً كبيراً من الحجاج يقع في جملة من الأخطاء والأفعال التي تتم دون قصد ربما تفسد عليه حجه أو تلزمه بفدية وغير ذلك من الأحكام الشرعية المترتبة على الأفعال الخاطئة. ولتصحيح بعض المفاهيم والأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الحجاج كان لنا هذا الحوار مع: فضيلة الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان المستشار بوزارة العدل وعضو مجلس الشورى. * هل يجوز تبادل بعض الحجاج الصفقات التجارية في وقت الحج؟ - نعم يجوز لأنه قال {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ} الآية. الشاهد (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ). * نرى تشاور بعض الحجاج في أمور الحياة المختلفة في يوم عرفة فما هو الحكم؟ - يجوز ذلك بما هو مباح من الكلام لكن ينبغي الاشتغال بالذكر والدعاء والتضرع إلى الله. * ما حكم الخطبة بغرض الزواج أثناء أوقات الحج؟ - لا يجوز للمحرم لا عقد النكاح ولا توليه ولا يكون ولياً ولا يجوز أيضاً للمرأة الخطبة في وقت الإحرام لقوله - صلى الله عليه وسلم - (لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب). * نرى تجرد بعض النساء من ثيابها أمام مثيلاتها للاغتسال والتبرك بماء زمزم في دورات مياه الحرم فما الحكم؟ - هذا حرام لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يخرج الرجلان إلى الغائط يتحدثان كاشفين عورتهما فإن الله يمقت على ذلك). وهذا للرجل وعورة المرأة أعظم من الرجل وهذا دليل على وجوب سترها وأن هذا الفعل محرم. * هل هناك فائدة من الاغتسال بماء زمزم؟ - لا فائدة من الاغتسال بماء زمزم لأن الذي ورد في شرب ماء زمزم فهو الذي فيه الشفاء. وكره بعض العلماء الاغتسال من ماء زمزم للجنب وفي الحديث: (ماء زمزم لما شرب له) وحديث: (إنها طعام طعم وشفاء سقم). وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشرب من ماء زمزم ويتضلع منه ولم يكن يغتسل به. * ما حكم نوم الحاج خارج محيط مزدلفة؟ - واجب أن يبيت الحاج في مزدلفة، فمن ترك المبيت في مزدلفة فإنه ترك واجبا من واجبات الحج فعليه دم إلا بعذر لترك هذا الواجب. * ما حكم رمي الجمرات قبل وقت الزوال؟ - أجاز بعض العلماء الرمي قبل الزوال يوم النفر أي ثاني أيام التشريق والجمهور على عدم الجواز لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتحين زوال الشمس ليرمي وقال (خذوا عني مناسككم). والذين يقولون قبل الزوال لم يحددوا بداية جواز الرمي هل هو بساعة أو خمس دقائق أو ماذا. ولا يمكن أن يقال بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح لأن هذا لا يسمى قبل الزوال لأن قبل الزوال المراد به الوقت القليل الذي قبل زوال الشمس، كما ان بناء الجمرات الجديد سهل كثيراً من المشقة التي كانت تحصل بالازدحام عند رميها فلا حاجة للقول بالجواز قبل الزوال. * هل لنا أن نعرف الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الحاج؟ - من أعظم الأخطاء أنهم يرمون الحجارة على رؤوس الناس قبل الوصول إلى الحوض لا يستفيدون من هذا الرمي، لأن الواجب أن يقع الحصى في الحوض. وأيضاً من الأخطاء تعمد رمي الشاخص (أي الجدار الذي في الحوض) يظنون أن إبليس محبوس به. والحقيقة أنه علامة فقط لمكان الحوض أي البقعة التي يصح الرمي فيها.