أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء فتوى تحذر من المجلات الخليعة المثيرة للشهوات،وهذا نصها الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فقد أصيب المسلمون في هذا العصر بمحن عظيمة، وأحاطت بهم الفتن من كل جانب ووقع كثير من المسلمين فيها، وظهرت المنكرات، واستعلن الناس بالمعاصي بلا خوف ولا حياء، وسبب ذلك كله: التهاون بدين الله وعدم تعظيم حدوده وشريعته وغفلة كثير من المصلحين عن القيام بشرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنه لا خلاص للمسلمين ولا نجاة لهم من هذه المصائب والفتن إلا بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى وتعظيم أوامره ونواهيه، والأخذ على ايدي السفهاء وأطرهم على الحق أطرا. وإن من أعظم الفتن التي ظهرت في عصرنا هذا ما يقوم به تجار الفساد وسماسرة الرذيلة ،محبو اشاعة الفاحشة في المؤمنين: من إصدار مجلات خبيثة تحاد الله ورسوله في أمره ونهيه فتحمل بين صفحاتها انواعا من الصور العارية والوجوه الفاتنة المثيرة للشهوات، الجالبة للفساد، وقد ثبت بالاستقراء ان هذه المجلات مشتملة على اساليب عديدة في الدعاية الى الفسوق والفجور واثارة الشهوات وتفريغها فيما حرمه الله ورسوله ومن ذلك ان فيها: 1 الصور الفاتنة على اغلفة تلك المجلات وفي باطنها. 2 النساء في كامل زينتهن يحملن الفتنة ويغرين بها. 3 الأقوال الساقطة الماجنة، والكلمات المنظومة والمنشورة البعيدة عن الحياء والفضيلة، الهادفة للاخلاق المفسدة للامة. 4 القصص الغرامية المخزية، وأخبار الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات من الفاسقين والفاسقات. 5 في هذه المجلات الدعوة الصريحة الى التبرج والسفور واختلاط الجنسين وتمزيق الحجاب. 6 عرض الالبسة الفاتنة الكاسية العارية على نساء المؤمنين لاغرائهن بالعري والخلاعة والتشبه بالبغايا والفاجرات. 7 في هذه المجلات العناق والضم والقبلات بين الرجال والنساء. 8 في هذه المجلات المقالات الملتهبة التي تثير مرات الغريزة الجنسية في نفوس الشباب والشابات فتدفعهم بقوة ليسلكوا طريق الغواية والانحراف والوقوع في الفواحش والاثام والعشق والغرام. فكم شُغف بهذه المجلات السامة من شباب وشابات فهلكوا بسببها وخرجوا عن حدود الفطرة والدين. ولقد غَيَّرت هذه المجلات في أذهان كثير من الناس كثيرا من احكام الشريعة ومبادئ الفطرة السليمة بسبب ما تبثه من مقالات ومطارحات. واستمرأ كثير من الناس المعاصي والفواحش وتعدى حدود الله بسبب الركون إلى هذه المجلات واستيلائها على عقولهم وأفكارهم. والحاصل: ان هذه المجلات قوامها التجارة بجسد المرأة التي اسعفها الشيطان بجميع اسباب الاغراء ووسائل الفتنة للوصول إلى: نشر الاباحية، وهتك الحرمات، وإفساد نساء المؤمنين، وتحويل المجتمعات الاسلامية إلى قطعان بهيمية لا تعرف معروفا ولا تنكر منكراً، ولا تقيم لشرع الله المطهر وزنا ولا ترفع به رأسا كما هو الحال في كثير من المجتمعات بل وصل الامر ببعضها الى التمتع بالجنسين عن طريق العري الكامل فيما يسمونه (مُدُنُ العُراة) عياذاً بالله من انتكاس الفطرة والوقوع فيما حرمه الله ورسوله، هذا وإنه بناء على ما تقدم ذكره من واقع هذه المجلات ومعرفة اثارها وأهدافها السيئة وكثرة ما يرد إلى اللجنة من تذمر الغيورين من العلماء وطلبة العلم وعامة المسلمين من انتشار عرض هذه المجلات في المكتبات والبقالات والأسواق التجارية فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء ترى ما يلي: أولا: يحرم اصدار مثل هذه المجلات الهابطة سواء كانت مجلات عامة، أو خاصة بالأزياء النسائية، ومن فعل ذلك فله نصيب من قول الله تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) الآية. ثانيا : يحرم العمل في هذه المجلات على اي وجه كان سواء كان العمل في إدارتها او تحريرها او طباعتها أو توزيعها، لأن ذلك من الاعانة على الاثم والباطل والفساد والله جل وعلا يقول (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب). ثالثا: تحرم الدعاية لهذه المجلات وترويجها بأية وسيلة، لأن ذلك من الدلالة على الشر والدعوة إليه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً أخرجه مسلم في صحيحه. رابعا: يحرم بيع هذه المجلات، والكسب الحاصل من ورائها كسب حرام ومن وقع في شيء من ذلك وجب عليه التوبة إلى الله تعالى والتخلص من هذا الكسب الخبيث. خامسا: يحرم على المسلم شراء هذه المجلات واقتناؤها لما فيها من الفتنة والمنكرات، كما ان في شرائها تقوية لنفوذ اصحاب هذه المجلات ورفعا لرصيدهم المالي وتشجيعا لهم على الانتاج والترويج، وعلى المسلم أيضا ان يحذر من تمكين اهل بيته ذكوراً وإناثاً من هذه المجلات حفظا لهم من الفتنة والافتتان بها وليعلم المسلم انه راع ومسؤول عن رعيته يوم القيامة. سادسا : على المسلم ان يغض بصره عن النظر في تلك المجلات الفاسدة طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وبعداً عن الفتنة ومواقعها وعلى الإنسان ألا يدعي العصمة لنفسه فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء , فمن تعلق بما في تلك المجلات من صور وغيرها أفسدت عليه قلبه وحياته وصرفته إلى ما لا ينفعه في دنياه وآخرته لأن صلاح القلب وحياته إنما هو في التعلق بالله جل جلاله وعبادته وحلاوة مناجاته والإخلاص له وامتلاؤه بحبه سبحانه. سابعا: يجب على من ولاه الله على أي من بلاد الاسلام ان ينصح للمسلمين وان يجنبهم الفساد وأهله ويباعدهم عن كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم ومن ذلك منع هذه المجلات المفسدة من النشر والتوزيع وكف شرها عنهم وهذا من نصر الله ودينه ومن اسباب الفلاح والنجاح والتمكين في الارض كما قال الله سبحانه: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور). والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: الرئيس -عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ عضو - صلح بن فوزان الفوزان عضو - عبدالله بن عبدالرحمن الغديان