في مقابلة تلفزيونية اجريت مؤخرا اشار بيل غيتس الى صعوبة التنبؤ بما يمكن ان يتم ابتداعه مع الانترنت في المستقبل متمنيا هو بنفسه ان تكون لديه القدرة على التعرف على ما سينطوي عليه مستقبل الانترنت بعد شهرين أو ثلاثة، وهو في ذلك محق تماما، اذ ان عالم الحاسوب ينفرد بخاصية التغير والتجدد السريع وهو الامر الذي ينطبق بحذافيره على عالم الشبكة العنكبوتية، وما المثال التطبيقي الذي سنتحدث عنه في هذه الاسطر الا مجرد دليل على ديناميكية هذا الوسط الاتصالي. ولإعطاء فكرة واضحة عن طبيعة هذا المثال لابد من تقليب صفحات الماضي الحاسوبي لنسترجع الكيفية التي انطلقت من خلالها ثورة المعلومات الحاسوبية لأن تلك الافكار القديمة اصبحت هي الاساس الذي اعتمد عليه مصممو الافكار الجديدة في وضع الاطار العام لهذا التطبيق الجديد، وذلك انه في اواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي 1950 و1960 كانت كل العمليات الحاسوبية مركزية في طبيعتها والمقصود بذلك ان العمليات الحاسوبية كانت تتم داخل اجهزة حاسوبية ضخمة لا تتسع لها سوى عدة غرف كبيرة المساحة اما الاطراف أو الشاشات فلم يكن لها دور سوى ارسال المعلومات الى تلك الحاسوبات الضخمة وعرض النتائج بخط اخضر على شاشة سوداء اما القدرة على امتلاك كمبيوتر شخصي في ذلك الوقت فقد كان ضربا من الخيال. كل ذلك طاله التغيير في اواسط السبعينيات عندما تمكن كل من ستيف ووزنيكا وستي ن جوبز من اختراع جهاز الحاسوب Apple 1 الذي يعد اول جهاز حاسوبي شخصي والذي اعقبه بدء الجميع في اقتناء اجهزتهم الحاسوبية الشخصية خصوصا في غضون العشرين سنة الماضية ولا تزال, وهو الامر الذي تسبب في الاختفاء المؤقت لفكرة مركزية العمليات الحاسوبية,, اذ ان هذا المفهوم عاد للظهور بعد ازدياد هيمنة الإنترنت على كثير من الجوانب الحياتية اذ وفّرت الشبكة العنكبوتية خطوط الاتصال السريعة التي لم تكن موجودة في الماضي مع ظهور العديد من الشركات المتخصصة في تقديم الخدمات المتعلقة بمختلف البرامج والتطبيقات الحاسوبية أو Application Service Provider ASPs ، وهذا ما يعني ان في امكان مستخدم الانترنت ان يصل الى مختلف البرامج التي يريدها عبر الانترنت من دون حاجة لأن يقتني مثل هذه البرامج او ان يعمل على تحميلها داخل جهازه الشخصي، اي ان ما عليك ان تفعله هو ان تذهب الى موقع معين على الشبكة العنكبوتية ثم تحميل ما تريد من برامج عليه من دون ان تضطر لأن تحمل هذه البرامج على القرص الصلب الخاص بجهازك الحاسوبي. هذه الفكرة يتوقع لها الخبراء ان تُغير كثيرا من الافكار والاساسيات التي قامت عليها العمليات الحاسوبية كما انها ذات مزايا متعددة ومنها ان تزيح عن كاهلك كمستخدم عادي للانترنت وذي خبرة بسيطة في عالم الحاسوب همّ واشكاليات القيام بعمليات صيانة البرنامج، كما ان القائمين على امر الموقع يعملون على تحديث البرنامج واضافة اية تحسينات له كما ان في امكانك ان تصل الى هذا الموقع وتدخل على مختلف البرامج والملفات الخاصة بك من اي جهاز حاسوبي. اخيرا فإنه في ظل توفر مثل هذه المواقع ليس هناك حاجة لأن تدفع مبالغ باهظة لشراء برامج جديدة, كل ما عليك هو ان تدفع رسم اشتراك شهري يتراوح ما بين 10 الى 15 دولار في الشهر للاستفادة من هذه الخدمة رغم وجود بعض المواقع التي تقدم مثل هذه الخدمة مجانا ومنها http://planner.excite.com www. smartonline.com,أما اول موقع قدّم الخدمات المتعلقة ببرنامج office فكان www.personable.com الذي قام بتوفير برنامج ويندوز office 2000 and 2000 على الإنترنت. غير ان امكانية الاستفادة من الانترنت لمثل هذه التطبيقات لا تقف عند هذا الحد اذ تعمل شركة صن مايكرو سستمز على تطوير سطح بيني يعمل بشكل متواقف مع اجهزة نوكيا للاتصالات الخليوية حيث يمكن للشخص ان يصل الى ملف معين ويرسله عبر الفاكس الى اي مكان يريد!!. اخيرا فإنه من الواضح ان مثل هذا التقدم ما هو الا ارهاصة لمفهوم جديد من العمليات الحاسوبية التي تعتمد على امكانية الاتصال من بعد واستئجار الانترنت لأداء مختلف المهام. للتواصل abanom@ aol.com