في كل عام تنظم مؤسسات التدريب والتعليم العالي اسابيع او اياما تعرف بيوم المهنة,, حيث يقوم معهد الإدارة وكليات التقنية وجامعاتنا وبعض المؤسسات التدريبية والتعليمية الاخرى بتنظيم تظاهرة احتفالية,, يدعى لاحتفالها الافتتاحي احد الشخصيات المرموقة ويدعى لحضور هذا الافتتاح كبار المسئولين في القطاعين العام والخاص. يصاحب ايام واسابيع المهنة معارض تعرض من خلالها المؤسسات التدريبية والتعليمية بعضاً من نشاطها حسب تخصصها كما قد يشارك في مثل هذه المعارض بعض المؤسسات الحكومية والاهلية. قد تتولى المؤسسة التدريبية او التعليمية نفسها تمويل هذا النشاط وهو اسبوع او يوم المهنة او قد تدعى مؤسسات القطاع الخاص لتمويل فعاليات يوم المهنة بحيث يظهر شعار واسم الجهة الممولة مصاحباً للحملة الاعلامية عن يوم المهنة. بعض ايام المهنة يكون ضمن نشاطها اعداد نماذج يقدم من خلالها صاحب العمل للمتخرج والعكس حيث يقدم الخريجون لأصحاب الاعمال كل حسب تخصصه واحتياجه فالمهندسون يقدمون للشركات الهندسية والاعلاميون يقدمون للمؤسسات الاعلامية وهكذا الاطباء والاداريون والاقتصاديون,. اعتقد ان فكرة يوم المهنة او اسبوع المهنة جيدة جداً فهي على الاقل تفتح ابواب مؤسسات التدريب والتعليم العالي للمجتمع بأفراده ومؤسساته الحكومية والاهلية,, وهو في الواقع نشاط يحاول ان يسهم في الغاء ما توصف به بعض مؤسسات التدريب والتعليم العالي من انها تعيش في برج عاج وعال,. الا ان يوم المهنة الحقيقي من وجهة نظري هو ذلك اليوم الذي يدعى فيه القائمون على المؤسسات الحكومية والاهلية للقيام بجولة داخل مؤسسات التدريب والتعليم العالي للاطلاع على كل الاجهزة والتعرف على كل الوحدات في المؤسسات التعليمية والتدريبية ولرؤية ان من يقومون ويعملون في كل الوحدات والتخصصات هم من السعوديين المتخرجين في مؤسسات التدريب والتعليم العالي نفسها. نريد ان يزور رجال الاعمال مكتبات مؤسسات التدريب والتعليم العالي فيرون أن القائمين على هذه المكتبات هم من السعوديين المتخرجين في اقسام المكتبات. يوم المهنة الحقيقي هو عندما يزور رجال الاعمال قسم الالكترونيات في كليات التقنية ويرون ان القائمين عليه هم من السعوديين المتخرجين من نفس القسم,, يوم المهنة الحقيقي هو عندما يتجول الضيوف في معرض يوم المهنة ويكون من قام بتصميمه وتنفيذ هذا التصميم من المتخرجين في كليات العمارة والتصميم من السعوديين,. انه لشيء طريف جداً ان تطالب بعض مؤسسات التدريب والتعليم العالي المؤسسات الاخرى وخصوصاً مؤسسات وشركات القطاع الخاص بتوظيف خريجيها وتدعي ان مخرجات التدريب والتعليم فيها على مستوى عال من الكفاءة ثم يتبين ان عددا لابأس به بل ان نسبة غير قليلة من العاملين في بعض مؤسسات التدريب والتعليم العالي هم من غير السعوديين. فلنسعود مؤسسات التدريب والتعليم العالي من المتخرجين في هذه المؤسسات وبعدها ندعو رجال الاعمال للتجول في اروقة هذه المؤسسات وللتعرف على ما يقوم به ابناء الوطن من المتخرجين في اقسام وكليات وجامعات ومعاهد التدريب والتعليم العالي, وحينها ايضا لا نحتاج الى جهد كبير لاقناع القطاع الخاص بتوطين الايدي العاملة فيه.