طالعتنا الصحف المحلية بالإيضاح الذي تكرم حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز وكيل إمارة منطقة الرياض الذي تكرم بإيضاحه للجمهور.. ليكونوا على علم تام بالأهداف النبيلة التي يرمى لها سموه من وراء فكرته الخيرة البناءة، التي تبناها سموه في هذا الموسم العظيم من العام الماضي وكرر الدعوة لها في هذا الشهر المبارك. أقول.. لقد أوضح سموه باعتباره رئيسا للجنة إطلاق سراح سجناء الحق الخاص حيث قال: إنه واللجنة قد انتهزوا فرصة شهر الصوم المبارك للقيام بحملة تبرعات جديدة من أجل تسديد ديون الأشخاص الذين أودعوا الحبس بالرياض لعجزهم عن تسديد ما عليهم، وإن انتهازهم هذه الفرصة جاء لأن النفوس والقلوب مشرئبة إلى الخالق لابتغاء مرضاته، وحيث يبحث الصالحون من عباد الله عما يجلون به كربة إخوانهم المسلمين ليتصدقوا بما تجود به أنفسهم.. إلخ ما جاء في إيضاح سموه عن الأهداف التي من أجلها نادى سموه بهذه الفكرة التي قصد بها وجه الله سبحانه وتعالى. وسموه حين تبنى هذه الفكرة فقد ضرب المثل الحي هو وإخوانه وبعض الإخوان من رجال الأعمال الذين حضروا حفل السجن الذي أقيم على شرف سموه في الأسبوع الماضي حيث أعلن والحاضرون تبرعاتهم السخية.. وناشد إخوانه المسلمين بأن يحذوا حذوهم لأنهم بدون شك يؤمنون إيمانا صادقا بحرمة وأفضلية هذا الشهر المبارك شهر رمضان.. الذي يجود فيه المسلمون بعضهم على بعض فالغني يشمل أخاه الفقير بجوده وإحسانه، لأن هذا الشهر شهر فضله الله على سائر الشهور بالخير والبركة والعتق من النار. فيا أخي المسلم.. ما أثقل الدين على كاهل المدين، فقد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر ومن غلبة الدين وقهر الرجال.. تذكر أخي المسلم إخوانا لك في الدين والوطن.. انتهت بهم الأقدار إلى غياهب السجون.. لا بجرم أو جنحة أو جريمة ارتكبوها.. وإنما الفقر والدين هو الذي أودى بهم إلى ذلك.. وهذا ليس عيبا وإنما العيب هو الفعل المشين الذي يخل بالكرامة والشرف والنبل.. فإخوانك من قدر لهم أن يزوروا السجن بالرياض.. إنما لقلة ذي اليد وغلبة الدين هما الدافع إلى إيداعهم السجن.. وبما أن المسلمين كالبنيان المرصوص.. بل وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالحمى والسهر.. فجد بمالك أخي المسلم.. وأثبت وجودك في هذه المناسبة المباركة لتحظى بالمثوبة والأجر ومضاعفة الحسنات في هذا الشهر الفضيل.. وبادر.. ولا تتأخر بارك الله فيك.. بادر إلى تلبية هذه الدعوة الخيرة التي يقصد من ورائها جمع شمل أسر تفككت بسبب غياب عائلها بالسجن وكادت أن تضيع في مهب الريح.. من تشتيت وضياع وحرمانها من وجود عائلها.. ما قد يكون أدى إلى جنحها لا سمح الله.. ولا تنس أخي المسلم مدى الضرر الذي ينجم عن تفكك الأسر من خسارة وبلاء وإساءة إلى هذا المجتمع المسلم الذي حباه الله بحكومة رشيدة تسعى جاهدة لتوفير أسباب الخير والاستقرار لكافة مواطنيها. وفي الختام أرجوك أخي المسلم أن تكون ممن إذا ذكر بفعل الخير سارع لعمله، وقد قال الله في محكم كتابه: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} والله من وراء القصد والهادي إلى أقوم سبيل.