أقام الزميل الروائي يوسف المحيميد رئيس القسم الثقافي بمجلة اليمامة حفل توقيع إصداره الروائي الجديد (نزهة الدلفين) الصادر عن دار رياض الريس للنشر. حضر حفل التوقيع الشاعر علي العمري، والشاعر أحمد الواصل والقاص منصور العتيق، والقاص عبدالواحد الأنصاري والقاص سعيد الأحمد ومشعل العبدلي عضو فاعل في موقع جسد الثقافة الأدبي. قرأ الشاعر والناقد أحمد الواصل ورقته النقدية في تجربة يوسف المحيميد عنوانها ب(وهج بصيرة السرد) قال فيها: (تتيح لنا لحظة إمعان بصر في عناوين تجربة المحيميد السردية، عبر ذلك الهم المعد مدخلاً مشروعاً عندما نتقرى عنوان أول مجموعة قصصية له (ظهيرة لا مشاة لها 1989م) في التوازي المتوهج بين: البصيرة السردية والأسلوبية الشخصية كذلك نراه في التالية (رجفة أثوابهم البيض 1993م) بيد أن تلك الورشة السردية بين نوازع البصر وممكنات السرد تجنح إلى مواطأة أدبية تتمظهر في إفلات السياق السردي ? من داخل التجربة لا خارجها ? نحو ظهور ملازم أو كشاكيل سردية، توحي بذلك الصراع الذي يحفظ طزاجة الحوافز، وتطلعات التجربة إلى آفاق مستقبلية السرد عبر نصوص (لا بد أن أحداً حرك الكراسة 1996م) المسجلة لعناء سردي بالغ تظهره اللغة المشحونة بين تقشفها وتكثيفها معتمدة على المسح البصري كما في شهادة مهمة كتبها عن تجربته (حقول 2 سبتمبر 2005م) وهي الأثناء نفسها الشاهدة تمخضا سرديا نحو نص الرواية ? ليس بمفهومها البسيط - بل نحو استحضار شمولي ربما عن وعي مترصد حوافزه وتطلعاته، كما ذكرنا إنما يتكئ على عدة سردية نضجت ? أو في طريقها إلى ذلك ? تحمل تأسيس مفهوم (البصيرة السردية) والأسلوبية الشخصية واضعة في بالها ذلك التحول السردي لجيل أدبي مفارق في سياق تجربة أعم تجربة الأدب السعودي العربي). ثم قال في مقطع آخر من الورقة: (اتبعت رواية المحيميد الأولى (لغط موتى 2003م) أسلوب الميتا سرد أي: باتخاذ السرد ذاته موضوعاً حيث نواجه مع بطل الرواية أو كاتبها همومه المؤرقة بين احتمالية عجز كبرى تتحول إلى الحافز المضمر في أمرين: الواقع الافتراضي الذي تغرف منه حالة الفعل السردي للشخوص وحراكها إزاء الأمر الثاني في بصيرة السرد وتقنيته). ثم انتقل الواصل في ورقته للحديث عن: (إذا ما كانت الأرضية السردية قويت بفعل ترسبات تقنية الميتا سرد في (لغط موتى) وطباقية السرد في (فخاخ الرائحة) كان إغواء البصيرة السردية على أشده لدى المحيميد في (القارورة 2004م) التي سيتمخض عنها تلك الأثناء زمن الفعل السردي، كتابته لمشاهداته بين أمكنة عدة كانت متونا سردية عبر الذاكرة البصرية مباشرة في أزمان متفرقة بين مدن عربية وأوروبية حملها عنوان كتابه (النخيل والقرميد 2004م) الذي يعزز من وجود تراكم سردي اتضحت معالمه في مرحلته الأولى بصدور نصوصه السردية عبر كتاب (لا بد أن أحداً حرك الكراسة) ومرحلته الثانية بصدور نصوص مشاهدات سردية عبر كتاب (النخيل والقرميد) التي تؤالف بين اليوميات والمذكرات في رصد سيري بديع وموح). واختتم الواصل ورقته النقدية بالقول: (إن كل ذلك يفتح التساؤل النقدي المشروع إذا ما كان سيرورة سردية صوب تحققات أخرى ما بين عدة سردية قائمة ? قابلة للنقض دوما ? وبين ذلك الصراع في توازيه أو تصاعده بفن السرد سواء لمصلحة البصيرة أو الأسلوبية وهذا ما نتطلع إلى كشفه عبر أي نص سردي جديد توافينا به التجربة الأدبية عند يوسف المحيميد لاحقاً). ثم دار بعد ذلك حوار موسع بين الزملاء الحاضرين للأمسية حول الورقة النقدية التي ألقيت بشكل عام وحول تجربة المحيميد بشكل خاص وتشعب الحديث حول عدم مواكبة النقد للمنجز السردي المحلي الذي يكشف يوما بعد يوم أن الناقد السعودي غائب تماما عن الحركة الدائبة في النشر للمبدعين والمبدعات في المشهد الثقافي المحلي. واختتمت الأمسية بتوقيع الروائي المحيميد على نسخ إهداءات الرواية على الزملاء الحاضرين بالأمسية ثم التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.